كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

عني، ومنه قول امرئ القيس (¬1):
فقلت له لاتبك عينك إنّما … نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
وقول الآخر (¬2):
أن تجمعوا ودّى ومعتبتي … أو يجمع السّيفان فى غمد
قال سيبويه: لو رفعت لكان عربيّا جاريا على وجهين: على أن تشرّك بين الأوّل والآخر، كأنّك قلت: إنما نحاول ملكا أو نموت، وعلى (¬3) أن يكون مبتدأ مقطوعا عن الأوّل، تعنى: أو نحن ممن نموت، ومن هذا الباب قرئ قوله تعالى: تقاتلونهم أو يسلموا (¬4) وهو شاذ (¬5)، والقراءة بإثبات النّون؛ لأنّه إخبار بأحد الأمرين، أو على الابتداء، كأنّه قال أو هم يسلمون (¬6)، وإنّما قدّرت" أن" مضمرة؛ لأنّ" أو" تعطف الثّاني على الأوّل، وتجعلهما فى حكم واحد،
¬__________
(¬1) ديوانه 66.
وهو من شواهد سيبويه 3/ 47، وانظر أيضا: المقتضب 2/ 28 والأصول 2/ 156 والخصائص 1/ 263 والتبصرة 398 وابن يعيش 7/ 22، 33 والخزانة 8/ 544.
(¬2) هو يزيد بن الخذّاق الشنّىّ. المفضليات 395.
وانظر: معجم الشعراء للمرزبانىّ 495 والخزانة 8/ 516. المعتبة: الموجدة والمعاداة.
(¬3) الكتاب 3/ 47.
(¬4) 16 / الفتح.
(¬5) وهى قراءة أبىّ وعبد الله وزيد بن علىّ. انظر: شواذ ابن خالويه 142 والبحر المحيط 8/ 94 - 95.
قال أبو حيّان فى توجيهها:" .. منصوبا بإضمار" أن" فى قول جمهور البصريين غير الجرمىّ، وبها فى قول الجرمىّ والكسائىّ وبالخلاف فى قول الفرّاء وبعض الكوفيّين؛ فعلى قول النّصب بإضمار" أن" هو عطف على مصدر مقدّر متوهّم، أى: يكون قتال أو إسلام، أى: أحد هذين ... ".
(¬6) فى الموضع السابق من البحر المحيط:" والرّفع على العطف على:" تقاتلونهم" أو على القطع، أى: وهم يسلمون دون قتال".

الصفحة 607