كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وقد أدخوا" كى" على" اللّام"، قال (¬1):
كى لتقتضينى رقيّة ما … وعدتنى غير مختلس
وقد كفّوا" كى" ب" ما" قال (¬2):
إذا أنت لم تنفع فضرّ فإنّما … يراد الفتى كيما يضرّ وينفع
وقيل: إنّ" كى" هاهنا حرف جرّ، و" ما" مصدريّة، بتقدير: الضّر (¬3) والنّفع.
فأمّا قولهم: «انتظرنى كما آتيك"، فإنّ سيبويه قال: سألت الخليل عنه فقال: جعلت" الكاف" و" ما: شيئا واحدا (¬4)، وأدخلا على الفعل، كما فعل ب": ربّما"، وأنشد (¬5):
¬__________
(¬1) هو عبد الله بن قيس الرّقيّات. ديوانه 160.
انظر: التصريح 2/ 231 والهمع 1/ 184 والخزانة 8/ 488.
مختلس: مصدر ميميّ بمعنى الاختلاس، وهو الاختطاف بسرعة.
(¬2) هو قيس بن الخطيم. ملحقات ديوانه 170 برواية: كيما يضرّ وينفعا، ونسب أيضا إلى عبد الأعلى ابن عبد الله بن عامر.
انظر: معاني القرآن للأخفش 124 والمسائل البغداديّات 290، 352 والمغني 182 وشرح أبياته 4/ 152، 153 والهمع 4/ 98 والخزانة 8/ 498.
ورواية البغداديّ في الخزانة وشرح أبيات المغني كرواية ملحقات الدّيوان، أي: كيما يضرّ وينفعا، قال البغداديّ في الخزانة:" فعلى هذه الرّواية - يقصد رواية النّصب - ما زائدة و" يضرّ" منصوب ب" كي"، والّلام مقدّرة، و" أنت" فاعل لفعل محذوف يفسّره المذكور، أي: إذا لم تنفع الصّديق فضرّ العدوّ".
(¬3) انظر: المسائل البغداديّات 291، 352 وشرح أبيات المغني 4/ 152 - 153، وهذا قول الفارسيّ في البغداديّات، ونقله عنه البغداديّ.
(¬4) الكتاب 3/ 116.
(¬5) لرؤبة. ملحقات ديوانه 183.
وهو من شواهد سيبويه 3/ 116، وانظر أيضا: الإنصاف 591 والهمع 4/ 231 والخزانة 10/ 213، 225.

الصفحة 614