كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

لا تشتم النّاس كما لا تشتم
ويجوز أن تكون" ما" مصدريّة، ويجوز أن يكون مجموعها للتّشبيه كقوله تعالى: اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ (¬1)، ويجوز أن تكون وقتا، تقول: ادخل كما أن يسلّم الإمام، أى: فى ذلك الوقت.
والكوفيّون (¬2) والمبرّد (¬3) ينصبون ب" كما" كما ينصبون ب" كيما" وأنشدوا (¬4):
لا تظلموا النّاس كما لا تظلموا
الصّنف الثّالث:" إذا" ولها ثلاث أحوال حال تعمل فيها، وحال لا تعمل فيها، وحال تعمل فيها وتلغى، والعمل لها نفسها (¬5)، وقوم يقدّرون بعدها" أن" مضمرة (¬6)، والعمل لها، وقوم يشبّونها ب" كى" ويعملونها فى كلّ موضع وليها فيه فعل مضارع، وقوم يجعلونها بمنزلة" هل" (¬7) ويرفعون بها، فيقولون: إذا أفعل.
¬__________
(¬1) 138 / الأعراف.
(¬2) الإنصاف 585.
(¬3) لم أقف على رأي المبرّد فى النّصب ب" كما" فى كتبه المطبوعة، وقد نسب إليه ذلك أبو البركات الأنباريّ في الموضع السّابق من الإنصاف، وانظر أيضا: الرّضىّ على الكافية 2/ 240.
(¬4) لرؤبه. ملحقات ديوانه 183.
وانظر: أمالى ابن الشجريّ 1/ 186 والإنصاف 587، 591 والخزانة 8/ 500 و 10/ 223.
(¬5) وهو مذهب سيبويه. الكتاب 3/ 12.
(¬6) وهو مذهب الخليل، قال سيبويه فى الكتاب 3/ 12:" وذكر لي بعضهم أنّ الخليل قال:" أن" مضمرة بعد" إذن" .. " وقيل: إنّه أيضا مذهب الزّجّاج والفارسيّ. انظر: الهمع 4/ 104.
(¬7) في سيبويه 3/ 16:" وزعم عيسى بن عمر أنّ ناسا من العرب يقولون إذن أفعل ذاك .. جعلوها بمنزلة" هل" و" بل"، وانظر أيضا: الجني الدانى 356.

الصفحة 615