كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وتقول: والله إذا لا أفعل، فتلغى؛ لاعتماد الفعل على القسم، ولو أعملتها لم تأت لليمين بجواب، وأنشد سيبويه (¬1):
لئن عاد لى عبد العزيز بمثلها … وأمكننى منها إذا لا أقيلها
لأنّ قوله:" لا أقيلها" معتمد على ما فى قوله:" لئن عاد لى" من تقدير القسم، كأنّه قال والله لئن عادلى.
وإذا قلت: إن تكرمنى إذا أكرمك، وجب الجزم، لأنّ الشّرط يقتضى الجواب؛ فاستحقاقه فى الفعل أقوى من" إذا".
و" إذا" يكتبها البصرىّ بالألف (¬2)، ويقف عليها بالألف، والكوفىّ يكتبها (¬3) بالنّون، ومن النّحاة من يكتبها إذا عملت بالنّون (¬4) وإذا لم تعمل بالألف، ومنهم من يعكس (¬5) القضيّة.
¬__________
(¬1) الكتاب 3/ 15. والبيت لكثير. ديوانه 305.
وانظر: ابن يعيش 9/ 13، 22 والمغني 21 وشرح أبياته 1/ 78 والهمع 4/ 106 والخزانة 8/ 473.
عبد العزيز: هو ابن مروان. لا أقيلها: لا أردّها، والإقالة: الرّدّ، ومنه إقالة البيع، وهي فسخه.
والضمير في: لا" أقيلها" يعود إلى" خطّة الرّشد" في بيت سابق على الشّاهد.
(¬2) انظر: الرضيّ على الشّافية 3/ 318 والجنى الداني 359.
(¬3) انظر: الجني الدّانى 359 والمغني 21.
(¬4) انظر ما سبق فى (1)، (2). وانظر أيضا: الصّبّان على الأشمونى 3/ 191.
(¬5) وهو الفرّاء، وتبعه ابن خروف. انظر: (1)، (2)، (3).

الصفحة 618