كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

النّوع الخامس: في الحروف الجازمة، وفيه فرعان
: الفرع الأوّل: في تعريفها،
وهي خمسة:" لم" و" لمّا" و" لام" الأمر و" لا" في النّهي، وحرف الشرط مع ما حمل عليه.
وكلّهنّ يجزمن الفعل المضارع إذا وقع بعدهنّ، ولم يكن فيه مانع من نوني التأكيد و" نون" جماعة النّساء؛ فإنّه يكون مبنيّا؛ تقول: لم يقم زيد، ولمّا يقم عمرو وليذهب بشر، ولا يخرج جعفر، وإن تفعل أفعل، وكلّهنّ يحذفن" نون" الأفعال الخمسة، نحو: لم يضربا ولم يضربوا، ولم تضربي، وقد تقدّم ذكرها (¬1).
أمّا" لم": فهي نفي قولك:" فعل"، فتقول: لم يفعل، وهي نفي لما مضى بصيغة المضارع؛ لأنّك إذا قلت: لم يقم زيد، فإنّما نفيت قيامه فيما مضى، فتجعل الفعل المستقبل ماضيا في المعنى.
وقد جاءت في الشعر غير عاملة، قال (¬2):
لولا فوارس من نعم وأسرتها … يوم الصّليفاء لم يوفون بالجار
¬__________
(¬1) انظر: ص 34 - 35.
(¬2) لم أقف على اسمه.
انظر: المحتسب 2/ 42 والخصائص 1/ 388 والضرائر 310 والمغني 277، 339 وشرح أبياته 5/ 131.
فوارس: جمع فارس، شذوذا. نعم: اسم امرأة. الصّليفاء: مصغّر صلفاء، وهي الأرض الصّلبة، ويوم الصّليفاء من أيّام العرب.

الصفحة 619