كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

تقديره: كأن قد (¬1) كان.
وقد حملوا عليها" لم" في حذف الفعل بعدها، قال ابن هرمة (¬2):
احفظ وديعتك الّتي استودعتها … يوم الأعازب إن وصلت وإن لم
يريد: وإن لم تصل.
وزمان" لمّا" أطول من زمان" لم" تقول: ندمت ولم ينفعني النّدم، أي:
عقيب ندمي، فإذا قلت: ولمّا، أردت به امتداد النّدم، أي: لم ينفعني إلى وقتي هذا.
وتقع" لمّا" بمعنى الظّرف الماضي إذا كان فيها معنى الجواب، كقولك:
لمّا جئت جئت، قال سيبويه: وتكون" لمّا" للأمر الّذي قد وقع لوقوع غيره، وإنّما تجئ (¬3) بمنزلة" لو" فهي عنده حرف، وجعلها قوم اسما (¬4)، وما بعدها مجرور بالإضافة، قال شيخنا: وعندي أنّ" لمّا" الظّرفيّة غير (¬5) الحرفيّة.
وأمّا" لام" الأمر؛ فكقولك: ليخرج زيد، وليضرب عمرو بكرا، وتدخل على الغائب كثيرا، وعلى المخاطب قليلا؛ استغناء عنها بصيغة الأمر، وكيلا
¬__________
(¬1) فى بقيّة المصادر: وكأن قد زالت.
(¬2) ديوانه 219 ورواية الديوان هكذا.
وعليك عهد الله إنّ ببابه … أهل السّيالة إن فعلت وإن لم
انظر: الضرائر 183 والمغني 280 وشرح أبياته 5/ 151 والخزانة 9/ 8.
يوم الأعازب: من أيّام العرب، قال البغداديّ في شرح أبيات المغني:" لم أقف عليه في كتب أيّام العرب".
(¬3) الكتاب 4/ 234.
(¬4) منهم ابن السرّاج والفارسيّ. انظر: الأصول 2/ 157 والشعر لأبي عليّ الفارسيّ 70، 89.
(¬5) انظر: الغرّة لابن الدهّان، القسم الأول من الجزء الثاني ق 79 / أ.

الصفحة 621