كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

يلتبس الغائب بالمخاطب: لعدم حرف المضارعة (¬1) بعدها، وعليه قرئ قوله تعالى: فبذلك فلتفرحوا (¬2)، بالتّاء (¬3)، وتدخل للمتكلّم، نحو: لأقم ولأضرب زيدا، ومنه قوله تعالى: ولنحمل خطاياكم (¬4).
وهذه اللّام مكسورة أبدا (¬5)، فإذا دخلت عليها" الواو" و" الفاء" و" ثمّ فمنهم من يسكّنها مع (¬6) الثّلاثة، ومنهم من يكسرها (¬7) معها (¬8)، ومنهم من يسكّنها مع الفاء والواو (¬9)، وقد قرئ بالجميع،/ كقوله تعالى: فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ
¬__________
(¬1) فى الأصل: بعدمها، ولعلّ الصواب ما أثبتّه؛ لأنّ حرف المضارعة يحذف من أمر المخاطب؛ استغناء عن حرف المضارعة بدلالة الحال، وتخفيفا لكثرة الاستعمال، ولمّا حذفوا حرف المضارعة لم يأتوا بلام الأمر؛ لأنّها عامله، والفعل بزوال حرف المضارعة منه خرج عن أن يكون معربا؛ فلم يدخل عليه العامل. وانظر: سرّ الصناعة 387 وابن يعيش 7/ 59.
(¬2) 58 / يونس.
(¬3) وهي قراءة عثمان بن عفّان وأبيّ والحس وأبو رجاء بن هرمز وابن سيرين وأبو جعفر المدنيّ والسّلمي وقتاده والهلال بن يساف والأعمش وغيرهم. انظر: السّبعة 328 والمحتسب 1/ 313 والبحر المحيط 5/ 172 والنّشر 2/ 285 والإتحاف.
(¬4) 12 / العنكبوت.
(¬5) وحكى الفرّاء عن بني سليم فتحها. انظر: معاني القرآن للفرّاء 1/ 285 وسرّ الصّناعة 384 والجنى الدّاني 154.
(¬6) انظر: الجنى الدانى 154.
(¬7) وهو الأصل: انظر سيبويه 4/ 150 والمقتضب 2/ 131.
(¬8) قوله: فمنهم من يسكنها مع الثلاثة، ومنهم من يكسرها معها، مكرّر فى الأصل.
(¬9) انظر: الموضع السابق من سيبويه، وانظر أيضا: سرّ الصناعة 384. هذا وقد جعل المبرّد إسكان اللام بعد" ثمّ" لحنا: انظر: المقتضب 2/ 132 والكشف عن وجوه القراءات السبع 2/ 117.

الصفحة 622