كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وأمّا" أين" فهي ظرف مكان مبنيّ على الفتح.
وأمّا" متى": فظرف زمان.
وأمّا" أنّى" فظرف مكان، وتنزّل منزلة" أين".
وأمّا" أيّ حين": فهي" أيّ" مضافة إلى" حين" الّذي هو الزمان.
وأمّا" أينما" و" متى ما" فهما" أين" و" متى" مضاف إليهما" ما" ويجوز حذفها منهما.
وأمّا" حيثما" و" إذ ما" و" إذا ما": فلا بدّ من ثبوت" ما" فيها؛ لأنّ حيث" و" إذ" و" إذا" مضافات إلى ما بعدها، والإضافة من خواصّ الأسماء؛ فجاءوا ب" ما"؛ لتكفّها عن الإضافة.
و" إذ ما": لم يذكرها سيبويه فى الأسماء والظّروف، وذكرها في الحروف (¬1).
والمجازاة ب" إذ ما" يقلّ استعمالها، وهو في" إذا ما" (¬2) أقلّ.
وإنّما جئ بهذه الأسماء والظّروف لضرب من الاختصار؛ لأنّك إذا قلت:
من تضرب أضرب، فإنه يقوم مقام قولك: إن تضرب زيدا أضرب، وإن تضرب عمرا/ أضرب، وإن تضرب بكرا أضرب، إلى أن تستوفي العدد؛ فنابت" من مناب ذلك كلّه.
وقد زادوا" ما" بعد" إن"؛ للتّأكيد، كقوله تعالى: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً * (¬3)، وقوله تعالى: فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً (¬4)،
¬__________
(¬1) الكتاب 3/ 56
(¬2) انظر: الأصول 2/ 160 والتبصرة/ 409.
(¬3) 38 / البقرة و 123 / طه.
(¬4) 26 / مريم.

الصفحة 627