كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

الجهل بوقت وقوعه، وعليه قوله تعالى: إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ (¬1) فالوصف حسّن ذلك.
فأمّا" إذا" فمن جازى بها أجرى الواجب والجائز معها، تقول: إذا قمت قمت، وإذا طلعت الشّمس قمت.
الحكم الثّالث: الشّرط وجوابه مجزومان، واختلفوا في جازمهما، فأمّا الشّرط: فأجمع النّحاة إلّا المازنيّ على أنّه مجزوم ب" إن"، وأمّا الجواب:
فقال بعضهم: إنّه مجزوم ب" إن" والشّرط (¬2) معا، وقال قوم: إنّه مجزوم بالشّرط (¬3) وحده، وقال قوم: إنّه مجزوم ب" إن" (¬4) كما جزم بها الشّرط، وحكي عن المازنيّ أنّهما مبنيّان (¬5).
الحكم الرّابع: جواب الشّرط يكون بثلاثة أشياء: الفعل والفاء و" إذا" التي للمفاجأة. أمّا الفعل فهو مجزوم لفظا أو موضعا، فالّلفظ، نحو" إن تضرب أضرب، والموضع، نحو: إن ذهبت ذهبت.
ولا يخلو الشّرط والجزاء: أن يكونا مضارعين، كقوله تعالى: إِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ (¬6) أو يكونا ماضيى اللّفظ، كقوله تعالى: أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ (¬7)، أو
¬__________
(¬1) 176 / النّساء.
(¬2) وهذا قول المبرّد، انظر: المقتضب 2/ 48.
(¬3) وهذا قول الأخفش. انظر: المساعد على تسهيل الفوائد 3/ 152 والهمع 4/ 331.
(¬4) وعليه أكثر النحاة. انظر: ابن يعيش 7/ 42.
(¬5) انظر: الموضع السابق من ابن يعيش، وانظر أيضا: الهمع 4/ 332.
(¬6) 284 / البقرة.
(¬7) 144 / آل عمران، وهي في الأصل هكذا:" فإن مات .. " بدون همزة الاستفهام، والصّواب ما أثبتّه.

الصفحة 630