كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

الشّرط، كقوله تعالى: وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا (¬1).
وأمّا الماضي: فإنّه يكون مفتوحا بحاله، ويلزم دخول" قد" معه، كقوله تعالى: قالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ (¬2) وإِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما (¬3)، قال ابن السّرّاج: تقديره: فهو قد سرق، فأضمروا (¬4) " هو"؛ ليكون مبتدأ، ويكون" قد" والفعل خبره؛ لأنّ" قد" تقرّب إلى الحال، والحال لا يكون جوابا للشّرط، وهو محمول على المعنى تقديره: إن سرق فهو أهله، وكذلك: إن تتوبا من ذنب يوجب التّوبة فقد علمتما ما وجب.
وقد حذفت" قد" مع الماضي وهي مرادة، كقوله تعالى: إِنْ كانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ (¬5) أى: فقد صدقت، وقيل تقديره: فقولوا:
صدقت، أو: فاعلموا (¬6).
¬__________
(¬1) 6 / المائدة.
(¬2) 77 / يوسف.
(¬3) 4 / التّحريم. هذا وقوله تعالى:" إِلَى اللَّهِ" ليست فى الأصل، ولعلّ هذا من سهو الناسخ.
(¬4) لم أقف على قول ابن السرّاج هذا في المطبوع من الأصول.
(¬5) 26 / يوسف.
(¬6) في إعراب القرآن لأبي جعفر النّحّاس 2/ 136:" يقال: حروف الشرط تردّ الماضي إلى المستقبل، وليس هذا في" كان"، فقال المازنيّ: القول مضمر، وقال محمّد بن يزيد: هذا لقوّة" كان" فإنّه يعبّر بها عن جميع الأفعال، وقال أبو إسحاق: المعنى: إن يكن يعلم، فالعلم لم يقع، وكذلك الكون؛ لأنّه يؤدّى عن العلم" قدّ من قبل" فخبّر عن" كان" بالفعل الماضى .. ".

الصفحة 633