كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

من يفعل الحسنات الله يشكرها
أي: فالله يشكرها
وأمّا" إذا" التى للمفاجأة: فإنّها تقع جوابا للشّرط، كقوله تعالى:
وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (¬1)، وقوله تعالى:
فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْها إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ (¬2) التقدير:
قنطوا (¬3) وسخطوا، فهذه" إذا" مكانيّة لا زمانيّة، وليست مضافة إلى شئ، والعامل فيها" يقنطون"، و" هم" مبتدأ. قال الفارسيّ: وإذا ظهرت الفاء معها في قولك: خرجت فإذا زيد قائم، كانت (¬4) زائدة.
وقد أجابوا" إذا" الزّمانيّة ب" إذا" المكانيّة، كقوله تعالى: حَتَّى إِذا أَخَذْنا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذابِ إِذا هُمْ يَجْأَرُونَ (¬5) ولا يجاب بالزّمانيّة؛ لما فيها من معنى الشّرط؛ فلا يجاب شرط بشرط.
¬__________
(¬1) 36 / الرّوم.
(¬2) 58 / التوبة.
(¬3) انظر: الأصول 2/ 161 وإعراب القرآن لأبي جعفر النّحاس 2/ 591 وسرّ الصّناعة 254 - 255.
(¬4) لم أقف على هذا القول للفارسيّ في المطبوع من كتبه، وقد نسب النحاة القول بزيادة الفاء إلى غير واحد، منهم الفارسىّ. انظر الجنى الدّاني 128. هذا وقد نسب القول بزيادتها إلى المازنيّ ابن جنّي ولم يذكر رأيا لأبى عليّ فى المسألة، قال في سر الصناعة 260:" تقول العرب:
خرجت فإذا زيد، واختلف العلماء فى هذه الفاء، فذهب أبو عثمان إلى أنّها زائدة .. "
ثم ذكر ابن جنّى بعد ذلك مذهب الزّيادىّ ومذهب مبرمان فى هذه الفاء.
(¬5) 64 / المؤمنون.

الصفحة 635