كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

الحكم الخامس: إذا وقع بعد حرف الشّرط اسم، رفعه البصريّ بفعل مضمر يفسّره الّذي بعده، إن كان ضميره فيه فاعلا، أو كان الّذى من سببه (¬1) فاعلا كقوله تعالى: وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ (¬2) [وهو] (¬3) الأحسن في هذا إذا لم يظهر في الفعل عمل كالآية، فأمّا إذا ظهر فلم يجيزوه إلّا في الشّعر، كقوله (¬4):
يثني عليك وأنت أهل ثنائه … ولديك إن هو يستزدك مزيد
وقد حملوا عليها في الشّعر أخواتها، كقوله (¬5):
فمتى واغل: يجبهم يحيّو … هـ وتعطف عليه كأس السّاقي
وكقوله (¬6):
فمن نحن نؤمنه يبت وهو آمن … ومن لا نجره يمس منّا مفزّعا
¬__________
(¬1) انظر: الإنصاف 616.
(¬2) 6 / التّوبة.
(¬3) تتمّة يلتئم بمثلها الكلام.
(¬4) هو عبد الله بن عنمة.
انظر: شرح حماسة أبي تمّام للمرزوقيّ 1041 والهمع 4/ 324 والخزانة 9/ 41.
(¬5) هو عدىّ بن زيد العباديّ. ديوانه 156.
والبيت من شواهد سيبويه 3/ 113، وانظر أيضا: نوادر أبي زيد 188 والمقتضب 2/ 76 والأصول 2/ 232 والتّبصرة 418 والإنصاف 617 وابن يعيش 9/ 10 والخزانة 3/ 46.
الواغل: الدّاخل على جماعة الشّاربين من غير أن يدعى.
(¬6) هو هشام المرّيّ، ونسب البيت إلى مرّة بن كعب بن لؤيّ القرشيّ.
والبيت من شواهد سيبويه 3/ 114، وانظر أيضا: المقتضب 2/ 75 والإنصاف 619 والمغني 403 وشرح أبياته 6/ 233 والخزانة 9/ 38.

الصفحة 636