كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

ب" أحللنا"؛ حيث كان ماضيا، وإن كان قد جاء فى الشّعر مثله. فأمّا قوله (¬1):
قد قيل ذلك إن حقّا وإن كذبا … فما اعتذارك من قول إذا قيلا
فالجواب قوله: فما اعتذراك؛ لأنّ تقديره: إن كان حقا وإن كان كذبا، وكذلك قول الآخر (¬2):
حدبت عليّ بطون ضبّة كلّها … إن ظالما أبدا وإن مظلوما
أي: إن كنت وإن كنت، فاستحسنوا ذلك مع" كان" كما استحسنوه في قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ (¬3).
ومتى جزم الشّرط لم يستغن عن جوابه إلّا في الشّعر، كقوله (¬4):
¬__________
(¬1) هو النّعمان بن المنذر.
وهو من شواهد سيبويه 1/ 260، وانظر أيضا: ابن يعيش 2/ 96، 97 و 8/ 101 والمغني 61 وشرح أبياته 2/ 8، 11 والخزانة 4/ 10.
(¬2) هو النّابغة الذّبيانيّ. ديوانه 103، ورواية الديوان: ضنّة، بضاد مكسورة، بعدها نون مشدّدة، وضنّة: بطن من قضاعة ثم من عذرة.
وهو من شواهد سيبويه 1/ 262، وانظر أيضا: أوضح المسالك 1/ 260 والهمع 2/ 102 وشرح الأشمونى 1/ 432.
حدبت: عطفت.
(¬3) 15 / هود.
(¬4) لم أقف على اسمه.
والبيت من شواهد سيبويه 3/ 67، وانظر أيضا: الأصول 2/ 193 وأمالي ابن الشّجريّ 1/ 339 والمغني 218 وشرح أبياته 6/ 291 والخزانة 2/ 3 و 3/ 572، 649 و 4/ 170 و 5/ 226.
سراقة: رجل من القرّاء نسب إليه الرّياء وقبول الرّشا، وحرصه عليها حرص الذّئب على فريسته.
الرّشا: جمع رشوة.

الصفحة 639