كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

الْخالِدُونَ (¬1) ولو كان على ما قال، لكان التّقدير: أفهم (¬2) الخالدون؟ ومنع سيبويه: هل من يأتنا يكرمنا؟ (¬3) وأجازه مع الهمزة.
الحكم الحادى عشر: إذا عطفت على الشّرط والجزاء جاز لك فيه الجزم على العطف، والرّفع على أنّه خبر مبتدأ محذوف، كقوله تعالى: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ (¬4) بالرّفع (¬5) والجزم (¬6)، وقوله تعالى: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ (¬7)، وقوله تعالى: وَإِنْ يُقاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (¬8).
فإن عطفت بالفاء جاز لك مع الرّفع والجزم (¬9) النّصب، تقول: إن تأتني آتك فاحدثّك، وحمله سيبويه (¬10) على قوله:
وألحق بالحجاز فأستريحا (¬11)
فإن عطفت على الشّرط وحده فالجزم، كقولك: إن تأتنى فأحدّثك آتك،
¬__________
(¬1) 34 / الأنبياء.
(¬2) قال مكّىّ فى مشكل إعراب القرآن 2/ 84:" حقّ ألف الاستفهام - إذا دخلت على حرف شرط - أن تكون رتبتها قبل جواب الشّرط، فالمعنى: أفهم الخالدون إن متّ؟! "
(¬3) الكتاب 3/ 82.
(¬4) 186 / الأعراف. وقد مرّ الاستشهاد بالآية على قراءة الجزم فيما سبق، انظر ص 632.
(¬5) وبه قرأ أبو عمرو وعاصم، انظر: السّبعة 299 والبحر المحيط 4/ 433.
(¬6) انظر تخريج قراءة الجزم فى ص 80، 632.
(¬7) 38 / محمد صلّى الله عليه وسلّم.
(¬8) 12 / الحشر.
(¬9) انظر: الكتاب 3/ 89 - 90.
(¬10) الكتاب 3/ 92.
(¬11) سبق الاستشهاد به فى ص 601.

الصفحة 642