كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

للإكرام، وإنّما يوجب الإتيان نفسه.
وليس من ضرورة الأمر أن يكون له جواب، ولكن إذا جاء الجواب كان مجزوما، وما فيه معنى الأمر والنّهى جار مجراهما فى ذلك، كقولك: «اتّقى الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه»، معناه: ليتّق الله وليفعل خيرا، وكقولك:
«حسبك ينم النّاس».
الحكم الثّالث عشر: قد يجئ لهذه الأشياء السّتّة ما يحسن أن يكون جوابا على غير جهة الجواب، فيكون مرفوعا؛ إمّا صفة لنكرة متقدّمة، وإمّا حالا من معرفة، وإمّا استئنافا.
فالأوّل: كقوله تعالى: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ (¬1) فمن جزم (¬2) " يرثنى" جعله جوابا، ومن رفع (¬3) فعلى صفة «ولىّ» (¬4).
والثّانى: كقوله تعالى: ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (¬5)، أي:
لاعبين (¬6).
والثّالث كقولك: لا تضرب زيدا يضربك، بالرّفع، أى: فهو يضربك،
¬__________
(¬1) 5، 6 / مريم.
(¬2) وهما أبو عمرو والكسائيّ، ووافقهما الشنّبوذيّ والزّهريّ والأعمش وطلحة واليزيديّ وابن عيسى الأصبهانيّ وابن محيصن وقتادة.
(¬3) وهم ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وحمزة والجمهور.
انظر: السّبعة 407 والتيسير 148 والنشر 2/ 304 والإتحاف 359 والبحر المحيط 6/ 174 وإبراز المعاني 391.
(¬4) انظر: معاني القرآن وإعرابه للزجاج 3/ 320.
(¬5) 91 / الأنعام.
(¬6) فهى حال من الهاء والميم فى: «ذرهم» وانظر الكامل 374، ومشكل إعراب القرآن 1/ 277.

الصفحة 645