كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

البصرىّ، وأجازه (¬1) الكوفيّ. وأجاز الأخفش: كم غلمانا عندك (¬2)، إذا أردت أصنافا من الغلمان، أى: كم عندك من هذه الأصناف؟
وقد يحذف المميّز رأسا، تقول: كم مالك؟ وكم غلمانك؟ وكم درهمك؟ وكم سرت؟ وكم زيد ماكث؟ وكم جاء آل محمّد؟ التقدير: كم دينار أو درهما مالك؟
وكم نفسا غلمانك؟ وكم دانقا (¬3) درهمك؟ وكم فرسخا سرت؟ وكم يوما أو شهرا زيد ماكث؟ وكم مرّة جاء آل محمّد؟.
وتقول: كم غيره لك؟ وكم مثله لك؟ وكم غيره مثله لك؟ فتنصب؛ لأنّ هذه الإضافة لا تفيد تعريفا.
وتقول: كم ضربت رجلا؛ فجائز أن يكون «رجلا» مفعول «ضربت»، وأن يكون مميّز «كم» فإذا أدخلت» من» فقلت: كم ضربت من رجل؟ لزم التّمييز.
وتقول: كم مالك إلّا درهمان؟ وكم عطاءك إلا عشرون؟ إذا كنت تستقلّه، كأنّك قلت: كم درهما مالك إلا درهمان؟ كما تقول: هل الدّنيا إلا ظلّ زائل؟ ومنه قولك: كم ثلاثة ستّة إلّا ثلاثتان؟ وكم خمسة عشرة إلا خمستان؟ فيكون ما بعد «إلّا» تفسيرا ل «كم»، وترفعه إذا كانت «كم» رفعا، وتنصبه إذا كانت نصبا، وتجرّه إذا كانت جرا.
¬__________
(¬1) انظر: الأصول 1/ 317، والهمع 4/ 79.
(¬2) انظر: الأصول 1/ 317، والمساعد على تسهيل الفوائد 2/ 109.
(¬3) الدّانق: سدس الدّرهم.

الصفحة 652