كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وأمّا الجرّ: فيكون بحرف جارّ، وبالإضافة.
فالحرف: كقولك: بكم إنسانا مررت؟ و: على كم جذعا بنى بيتك؟ و: إلى كم دار دخلت.
والإضافة: كقولك: رزق كم رجلا أطلقت؟ وحقّ كم رجل قضيت. قال سيبويه: وسألته - يعنى الخليل - عن قولهم: على كم جذع بيتك مبنىّ؟ فقال:
القياس: النّصب وهو قول عامّة النّاس، فأمّا الّذين جرّوا، فإنّهم أرادوا معنى «من» ولكنّهم حذفوها تخفيفا وصارت «على» عوضا منها (¬1)، واستدلّ من ذهب إلى هذا/ بقول الأعشى (¬2):
كم ضاحك من ذا ومن ساخر
فأظهر «من» معها.
¬__________
(¬1) الكتاب 2/ 160.
(¬2) ديوانه 106.
وهذا عجز البيت، وصدره:
يا عجب الدّهر متى سويّا
وانظر في تخريجه: الشّعر 51 وأمالي ابن الشجرى 1/ 364 والمساعد علي تسهيل الفوائد 2/ 110.
قال ابن الشجرىّ: «أراد: كم من ضاحك؛ فلذلك عطف عليه ب «من» فقال: ومن ساخر»

الصفحة 656