كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وقد شبّهوا بها «كذا» التى للعدد، فنصبوا [ما] (¬1) بعدها، كما نصبوا ما بعد «كم» وهى «الكاف» دخلت علي «ذا» (¬2)، وحجزت بينها وبين العمل، وهى مبهمة، تقول: له عندى كذا درهما، وكذا وكذا درهما، وكذا كذا درهما؛ فيلزمك فى الأوّل عشرون (2)؛ لأنّه أوّل ما يفسّر من الأعداد المفردة بالواحد المنصوب، ولزمك فى الثّانى أحد وعشرون (2)؛ لأنّه أوّل ما يفسّر من المعطوف بالمنصوب، ولزمك فى الثّالث أحد عشر (2)؛ لأنّه أوّل مركّب يفسّر بالمنصوب. فإن جررت فقلت: له عندى كذا درهم، لزمك مائة درهم؛ لأنّه أوّل ما يفسّر به الواحد المجرور، وذهب قوم إلى أنّه يلزمك بعض درهم، فإن رفعت «الدّرهم» كان له عندك درهم واحد، و «كذا كذا» صفة للدّرهم، فإن قلت: له عندى كذا دراهم، لزمك ثلاثة؛ لأنّه أوّل ما يفسّر بالجمع، وعلى هذه الأمثلة فقس.
¬__________
(¬1) تتمّة يلتئم بها الكلام، ويعيّنها ما بعدها من قوله: كما نصبوا ما بعد «كم».
(¬2) انظر فى ذلك كلّه: الكامل 1252.

الصفحة 658