كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

هذا النوع «النّون» (¬1)، ويستدلّ بكثرة مجيئه فى الشّعر علي جوازه فى الكلام، قال سيبويه (¬2): إنّ «إن» إذا لحقها «ما» الزّائدة فإلحاق «النّون» الفعل، وترك إلحاقه جيّد (¬3)، فكأنّ «ما» سوّغت دخول «النّون»، لا أوجبته، كقول الشاعر (¬4):
فإمّا ترينى ولى لمّة … فإنّ الحوادث أودى بها
وقول الآخر (¬5):
زعمت تماضر أننى إمّا أمت … يسدد أبينوها الأصاغر خلّتى
الضّرب الثّانى: الّذى أنت فيه مخيّر، وهو الأمر والنّهى والاستفهام، كقولك: اضربنّ زيدا، ولا تضربنّ عمرا، وهل تضربنّ بكرا؟ فإن شئت أدخلت
¬__________
(¬1) المسائل البغداديّات 310 - 311.
(¬2) أقحمت كلمة «قال» بين قوله - في الأصل - «قال سيبويه» وبين قول سيبويه: «إنّ» «إن» إذا لحقها ....».
(¬3) الكتاب 3/ 515.
(¬4) هو الأعشي ديوانه 171. ورواية الديوان:
فإن تعهديني ولي لمّة … فإن الحوادث ألوى بها
وهو من شواهد سيبويه 2/ 46 وانظر أيضا: معانى القرآن للأخفش 55 وللفرّاء 1/ 128 والأصول 1/ 413 والمسائل البغداديات 312 والتّبصرة 625 والمخصص 16/ 82 وابن يعيش 5/ 95 و 9/ 9، 14 والخزانة 11/ 430.
واللّمّة: الشّعر الذى يلمّ بالمنكب، أى يحيط به. وتبدّلها: تغيّرها من السّواد إلى البياض. أودى بها:
ذهب بها.
(¬5) هو سلمان بن ربيعة الضّبّيّ، أو سلميّ بن ربيعة.
انظر: نوادر أبي زيد 375 والمسائل البغداديات 311 وأمالي ابن الشجريّ 1/ 43 و 2/ 69 والأصمعيّات 61 وشرح حماسة أبى تمّام للمرزوقيّ 547 والهمع 4/ 340 والخزانة 8/ 30.
أبينوها: تصغير «بنين» علي غير قياس، وفيه أقوال أخرى ذكرها البغداديّ في الخزانة. الخلّة - بفتح الخاء - الفرجة والثّلمة الّتي يتركها بموته، وهي أيضا: الضّعف والوهن والفقر.

الصفحة 661