كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وقول الآخر (¬1):
فغضّ الطّرف إنّك من نمير … فلا كعبا بلغت ولا كلابا
فأمّا جمع المؤنّث: فأجمعوا علي إظهار الإدغام، فقالوا: ارددن، ولا تعضضن؛ لأنّ «الدّال» إنّما سكنت من أجل «النون»، كما تسكن مع «التّاء».
وزعم الخليل أنّ ناسا من بكر بن وائل يقولون: ردّن، ومرّن (¬2)، وردّت، كأنّهم قدّروا الإدغام قبل دخول (¬3) «النّون» و «التاء».
الفرع الثّانى: فى غير المثلين، ولا يخلو: أن يكون الأوّل منهما حرف علّة، أو حرفا صحيحا.
فإن كان حرف علّة حذف فى الوقف والجزم؛ لالتقاء السّاكنين، تقول في، هو يخاف ويقول ويبيع: خف وقل وبع، ولم يخف ولم يقل، ولم يبع. فإن تحرّك حرف العلّة؛ لتثنية أو جمع ثبت فقلت: لم يخافا ولم يقولا ولم يبيعا، ولم يخافوا ولم يقولوا ولم يبيعوا؛ لأنّه تحصّن بالحرف المتحرّك.
وإن كان الحرف الأوّل من الساكنين صحيحا، حرّكت الثّاني منهما، وقد جاء فيه الحركات الثّلاث، نحو: أين وحيث وأمس. فإن كان الثّانى منهما ضميرا، نحو: اضربه، ولا تضربه، إذا وقفت علي «الهاء» نقلت حركتها إلى ما قبلها، فتقول: اضربه، ولا تضربه، ولو كان قبل «الهاء» حرف علّة، نحو: عصاه،
¬__________
(¬1) هو جرير. ديوانه 821 (تحقيق د/ نعان طه).
والبيت من شواهد سيبويه 3/ 335. وانظر أيضا: المقتضب 1/ 185 والتبصرة 739 وابن يعيش 9/ 128 وشرح شواهد الشّافية 163.
(¬2) ضبطت هذه الأفعال فى الأصل هكذا: ردّن ومرّن وردّت والصواب ما أثبتّ وهو الموافق لما فى كتاب سيبويه والأصول، وانظر أيضا: الرّضىّ علي الشّافية 2/ 246.
(¬3) سيبويه 3/ 534 والأصول 2/ 364.

الصفحة 674