كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

مُرِيبٍ. الَّذِي جَعَلَ (¬1) بفح «النون» (¬2) فإنما كره توالى الكسرتين، كما كره ذلك في قوله تعالى: الم. الله (¬3) بفتح «الميم» (¬4).
فإن كان ما قبل السّاكن الأوّل وبعد الثّانى مضموما، فالاختيار ضمّ الأوّل عند قوم (¬5)، كقولك: ادخل ادخل، و: اقتل اقتل، قال ابن السّرّاج: وقد حكوا:
ادخل الدّار، علي الإتباع، وهذا ردئ (¬6). وقالوا: يجوز الإتباع فى المفتوح، نحو: اصنع الخير، ولم يسمعه.
وقد اختصّت «من» و «عن» و «إن» (¬7) بحكم.
أمّا «من»: فإذا التقى مع نونها ساكن فلا يخلو: أن يكون «لام» تعريف، أو غيره ف «اللام» تفتح معها «النّون» نحو:/ من القوم، وقد جاء الكسر شاذا (¬8) وأمّا غير «اللّام» فتكسر معه «النّون»، نحو: من ابنك، ومن انطلاقك، وقد حكى سيبويه فيها الفتح مع غير «اللّام» (9).
¬__________
(¬1) 25، 26 / ق.
(¬2) لم أهتد إلى من قرأ بفتح النّون. وقد ذكرها الفارسىّ غير منسوبة في الحجّة فى القراءات السبع 2/ 340 وأشار إليها فى التكلمة 11 وذكرها العكبريّ فى التبيان 2/ 130.
(¬3) 1، 2 / آل عمران.
(¬4) وهى قراءة العامه. انظر: كتاب سيبويه 4/ 153 - 154 ومعانى القرآن للفرّاء 1/ 9 ومعانى القرآن وإعرابه للزجاج 1/ 373 وأصول ابن السّراج 2/ 370 وإعراب القرآن لأبى جعفر النحّاس 1/ 307 والرّضى على الشافية 2/ 236 والبحر المحيط 2/ 374 والإتحاف 170.
(¬5) انظر كتاب سيبويه 4/ 153.
(¬6) لم أقف على هذا القول في المطبوع من الأصول.
(¬7) لم يتكلّم عن حكم نون «إن».
(¬8) جعله غيره قليلا غير مشهور. انظر: الأصول 2/ 370 والرضي على الشّافية 2/ 247. وجعله سيبويه بمنزلة الشّاذ. انظر: الكتاب 4/ 155.

الصفحة 677