كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

فى الوقف: رأيت قاض، وقاضى، قال سيبويه: وسألت الخليل عن «القاضى» في النّداء فقال: أختار: يا قاضي؛ لأنّه ليس بمنوّن، كما أختار هذا (¬1) القاضي.
وأمّا يونس فقال: يا قاض، بغير (1) «ياء» وقالا فى «مري» اسم فاعل من «أرى» هذا مري، ب «ياء» فى الوقف، فكرهوا أن يجمعوا عليّه حذف «الهمزة» (1) و «الياء»؛ لأنّ أصله: مرئي، مثل: مرعي (¬2).
وأمّا المقصور: فإنّك تقف عليه فى الأحوال الثّلاث ب «الألف» منصرفا وغير منصرف، تقول: هذه عصا وحبلى ورأيت عصا وحبلى ومررت بعصا وحبلى، ويستوى ما فيه «الألف» / و «اللام» وما ليسا فيه، لفظا لا تقديرا.
وقد اختلفوا فى «الألف» الموقوف عليها فى المنصوب المنصرف، فقال قوم: هي المبدلة من التّنوين (¬3)، وقال قوم: هي فى الرّفع والنّصب والجرّ بدل من التّنوين (3).
ومن العرب (¬4) من يبدل «ألف» «حبلى» «ياء» فيقول: حبلي. ومنهم من يبدلها (5) «واوا»، فيقول: حبلو. ومنهم من يسوّي فى القلب بين الوقف (6) والوصل
¬__________
(¬1) الكتاب 4/ 184.
(¬2) اسم فاعل من: أرعيت عليه، إذا أبقيت عليه، أو من: أرعيته سمعى، أي: أصغيت إليه؛ ومن ثمّ فإن قوله: مثل: مرعى، أى:
بوزنه؛ فأصله: مرئي، استثقلت الضّمّة على الياء فحذفت، ثمّ نقلت كسرة الهمزة إلى الرّاء السّاكنة قبلها، فأصبح: مرئي فحذفت الهمزة؛ لالتقاء السّاكنين. ثم تحذف الياء فى حال الوصل، لا لتقائها ساكنة مع التنوين، وتبقي الياء فى حال الوقف.
(¬3) انظر: الأصول 2/ 378 وابن يعيش 9/ 76 - 77 والرّضيّ على الشافية 2/ 280 - 284.
(¬4) في سيبويه 4/ 181 أنّها لغة فزارة وناس من قيس.

الصفحة 688