كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وزعم الخليل أنّ بعضهم يقلب «الألف» (¬1) همزة، وإذا وصل ترك.
القسم الثّاني: في المضمرات. وهي: ضمير المتكلّم والمخاطب والغائب.
الأوّل: المتكلّم. أمّا «أن» فتقف عليها ب «الألف» فتقول: أنا وقد جاءوا ب «الألف» مثبتة فى الشّعر فى حالة الوصل،
فأمّا في غير الشّعر فلا تثبتها، فتقول: أن قلت، وأن (¬2) أقول، والكتّاب يثبتونها فى الخطّ؛ لأنّ الخطّ على الوقف، ويجوز أن تقف عليها ب «الهاء»، فتقول: أنه. وهذه «الألف» الموقوف عليها قد اختلفوا فيها.
فقال قوم: ليست من الكلمة، وإنّما جئ بها للوقف (¬3) عليها. ومنهم من قال: إنّها من نفس (¬4) الكلمة، والأوّل أكثر. فأمّا قوله تعالي: لكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي (¬5) في بعض القراءات (¬6)، فتقديره: لكن أنا هو الله ربّي (¬7)؛ فحذفت «الألف» الأولى، وأدغمت «النون» في «النّون» فإذا وقفت تقول: لكنّا، والأجود فى القراءة (¬8): لكن هو الله ربى وتقف على «النّون».
¬__________
(¬1) انظر: الكتاب 4/ 176 - 177.
(¬2) في الأصل: وأنا.
(¬3) وهم البصريّون. انظر: الكشف 2/ 61 والرّضيّ علي الكافية 2/ 10 والرّضيّ على الشّافية 2/ 194 وابن يعيش 9/ 84.
(¬4) وهم الكوفيّون. انظر ما سبق فى (1) مع الكشف 2/ 62.
(¬5) 38 / الكهف.
(¬6) وهي قراءة أبى جعفر وابن عامر ورويس. انظر: الكشف 2/ 61 والإتحاف 290 والبحر المحيط 6/ 127 - 28.
(¬7) انظر: سرّ الصّناعة 485 والموضع السّابق من الكشف.
(¬8) قال أبو عليّ الفارسيّ فى التكملة 28: «وأحسن القراءتين لكن هو الله ربي.

الصفحة 689