كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وأمّا «الياء» فى «إنّى» و «غلامى» و «ضربنى» ونحوها فتسكّنها فى الوقف، ولك أن تفتحها فتلحقها «هاء»، فتقول: إنّيه، وغلاميه، وضربنيه، ولا تلحق «الهاء» مع السّكون، ولك أن تحذفها؛ فتقول: غلام، وضربن، وعليه قرأ أبو عمر (¬1): أَكْرَمَنِ (¬2) وأَهانَنِ (¬3). ومن قال: هذا غلامي فاعلم، وإنّي ذاهب، وحرّك «الياء» لم يحذف فى الوقف؛ لأنّها ك «ياء» «القاضي» فى النّصب (¬4). فإذا سكن ما قبل «الياء»، نحو: مَحْيايَ (¬5) و «غلاماي» فالوقف بالسّكون،/ فأمّا من قرأ: مَحْيايَ فى الوصل بالسّكون (¬6). فليس بالشّائع، والأوّل الوجه (¬7).
وأمّا ضمير المخاطب: فتقف عليه ساكنا، نحو: أكرمتك، وعليك، ويجوز أن تلحقه «هاء» فتقول: أكرمتكه. فإن لحق «الكاف» «ميم» الجمع، نحو: ضربكم، فالأصل أن تلحق «الميم» «واوا» فى الوصل، فتقول: ضربكمو زيد، ولكنّهم
¬__________
(¬1) انظر: السّبعة 684 - 685 والنّشر 2/ 400 والإتحاف 438 والبحر المحيط 8/ 470. وانظر أيضا:
سيبويه 4/ 86.
(¬2) 15 / الفجر.
(¬3) 16 / الفجر.
(¬4) قوله: «ومن قال هذا غلامى فاعلم» إلى قوله: «كياء القاضى فى النّصب» هو نصّ كلام سيبويه فى الكتاب 4/ 187.
(¬5) 162 / الأنعام.
(¬6) وهو نافع، ووافقه أبو جعفر بخلف عنه. انظر: السّبعة 274 - 275 والنشر 2/ 172 - 173، 176، 267 والإتحاف 221.
(¬7) قال أبو حيّان فى البحر المحيط 4/ 662: وما روى عن نافع من سكون ياء المتكلّم فى «محياي» هو جمع بين ساكنين، أجري الوصل فيه مجرى الوقف، والأحسن فى العربيّة الفتح ...».

الصفحة 690