كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وأمّا الضّمير المنفصل الغائب، نحو: هو وهي وهما، وهم وهنّ، فإنّه جميعه لا يحذف منه في الوقف (¬1) شئ إلّا فى ضرورة الشعر، كقوله (¬2):
دار لسعدى إذه من هواكا
وكقوله (¬3):
فبيناه يشري رحله قال قائل
يريد: إذ هي (¬4)، وبينا هو. ومن العرب من يقول: هوه، وهيه، وهنّه، وذهبنه (¬5)، وضربتنّه.
¬__________
(¬1) فى أصول ابن السّرّاج 2/ 380: «فإن جميع ذلك يحذف منه فى الوقف شيء».
(¬2) لم أقف على هذا القائل.
والبيت من شواهد سيبويه 1/ 27. وانظر أيضا: الخصائص 1/ 89 والإنصاف 680 وابن يعيش 3/ 97 والخزانة 2/ 5 و 5/ 264 و 3/ 443 وشرح شواهد الشّافية 290.
(¬3) هو العجير السّلولي.
وهذا صدر البيت، وعجزه:
لمن جمل رخو الملاط نجيب
والبيت من زيادات الأخفش فى كتاب سيبويه 1/ 32. وانظر أيضا: الإيضاح العضديّ 2/ 31 والخصائص 1/ 69 وأمالي ابن الشجريّ 2/ 208 وابن يعيش 3/ 96 والخزانة 5/ 257.
بشري: يبيع هنا، وهو من الأضداد. الملاط بكسر الميم - الجنب، ورخو الملاط: سهله وأملسه، وقيل: الملاط: مقدّم السّنام.
(¬4) ويرى الكوفيّون أن مجيء الهاء وحدها مرادا بها «هي» يدل على زيادة الياء فى الضّمير وأنّ أصله الهاء وحدها ويري البصريّون أنّ حذف الياء هاهنا للضّرورة، أو أنّ حذفها لغة لبعض قبائل العرب؛ لأنّ الياء ضعيفة؛ لسكونها.
(¬5) انظر: كتاب سيبويه 4/ 161 والأصول 2/ 380.

الصفحة 693