كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

وكان الخليل يقول: ذوّ، بالفتح (¬1)، وإن سمّيت ب «فو» قلت: فم (¬2)، ولو لم يقولوا:
فم، لقلت: فوه؛ لأنّ جمعه: أفواه.
وأمّا الفعل:/ فهو الفارغ من الفاعل والمفعول، نحو رجل سمّيته: يضرب، وضرب، وضرب، فإنّك تعربه، وتصرف منه ما ينصرف، وتترك صرف (¬3) ما لا ينصرف، ويدخل فيه «نعم» و «بئس»، فلو سمّيت ب «يغزو» قلت: جاءنى يغز (¬4)، ورأيت يغزي، وكذلك إذا اسمّيته يرمي، قلت: جاءنى يرم، ورأيت يرمى، وكذلك ما أشبهه.
وأمّا الحرف: فإذا سمّيت بحروف المعاني: أعربتها، تقول: هذا إنّ، وليت، ولوّ، وبعض العرب يهمز «لو» (¬5) وإن سمّيت ب «لا» زدت «ألفا» فقلت:
لاء؛ لأنّ «الألف» ساكنة. وإن سمّيت بحروف التّهجّى مددت، فتقول: هذه باء، وتاء، فإن تهجّيت قصرت ووقفت (¬6) ولم تعرب. فإن سمّيت بحرف متحرّك أشبعت الحركة؛ لتصير حرفا من جنسها، وتضييف إليه حرفا آخر مثله، نحو أن تسمّى بالكاف من قولك: كزيد، وبالباء من: بزيد، فتقول: هذا كاء، وهذا بيّ.
وإن سمّيت بحرف ساكن رددته إلى ما أخذ منه (¬7)؛ لأنّ السّاكن لا يكون من غير كلمة.
¬__________
(¬1) الكتاب 3/ 263.
(¬2) الكتاب 3/ 264. والأصول 2/ 108.
(¬3) انظر: الأصول 2/ 109.
(¬4) فى الأصل: جاءنى يعزوا. والتّصحيح من سيبويه 3/ 316. وانظر أيضا: الأصول 2/ 109.
(¬5) فيقولون: لوء. انظر: كتاب سيبويه 3/ 262. والأصول 2/ 109.
(¬6) انظر: كتاب سيبويه 3/ 262. والأصول 2/ 110.
(¬7) انظر: الأصول 2/ 111.

الصفحة 715