كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

ومعدة ومعدات وأمّا الكلام: فهو لقب لما ينطق به مركّبا مفيدا، وهو مصدر، فى قول، واسم مصدر هو التكلّم/ أو التكليم، فى قول
وأمّا القول: فهو لقب لما ينطق به، مفردا ومركّبا، مفيدا وغير مفيد؛ لأنّ أقسام الكلام المنصرف (¬1) إليه لفظه تدلّ على الشّدّة، وأقسام القول المنصرف (1) إليها لفظه تدلّ على الخفّة؛ فجعلوا الأشدّ لقبا للأخصّ، والأخفّ لقبا للأعمّ تعديلا، ولهذا قال سيبويه: وإنماّ يحكى بعد القول ما كان كلاما لا قولا (¬2).
وذهب قوم (¬3) إلى أنه لا فرق بيين القول والكلام فى الإفادة وعدمها، فالكلام أخصّ من الكلم والقول؛ لاشتراط التّركيب والإفادة فى أحد القولين، وهو فى الإفادة مثلهما فى القول الثّانى.

القسم الثانى فى الخاصّ
، وفيه خمسة فروع.

الفرع الأوّل: فى أقسام الكلمة وحدودها.
الكلمة: إمّا أن تدل على معنى بالوضع، أولا تدلّ، فالعارية من الدّلالة ملغاة، والدّالّة لا تخلو؛ أن تدلّ على معنى فى نفسها، أو معنى فى غيرها فالتى تدل على معنى فى نفسها تنقسم قسمين:
أحدهما، أن تقترن الدّلالة فيه بزمن مختصّ لفظا، والآخر أن تجرّد من الدّلالة عليه لفظا، فالأوّل: الفعل، والثانى: الاسم.
والتى تدل على معنى فى غيرها هى الحرف.
¬__________
(¬1) - فى الأصل: المتصرّف.
(¬2) - الكتاب 1/ 122.
(¬3) - فى اللسان (كلم):" ... ابن سيده: الكلام القول، معروف ... قال أبو الحسن: ثم إنهم قد يتوسّعون فيضعون كلّا منهما موضع الآخر".

الصفحة 8