كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

للمبتدأ، والجملة الواقعة خبرا ل" إنّ" وخمس موضعهنّ نصب وهى: خبر" كان" والمفعول الثانى ل" ظننت" والمفعول الثالث ل" أعلمت"، والحال، ومعمول القول، نحو: قلت زيد قائم، وواحدة تتبع صاحبها فى إعرابه، وهى الصّفة نحو: مررت برجل أبوه منطلق، وواحدة موضعها جزم عند قوم، وهى الشّرطيّة (¬1)، ويعضّده قوله تعالى: مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلا هادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ (¬2) فيمن جزم (¬3) عطفا على موضع الفاء الواقعة موقع فعل الجزاء، فلو لم يكن موضعها جزما لم يعطف عليه مجزوم، ومنه قوله تعالى: فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (¬4).
المتعلّق الثالث: الضمير الراجع إلى المبتدأ، له ثلاث حالات:
الحالة الأولى: أن يكون موجودا فى اللفظ؛ كقولك: زيدا قام أبوه، وزيّد أبوه منطلق، ف" قام" فعل، والأب فاعله، كما سبق.
الحالة الثانية: أن لا يكون موجودا فى اللفظ، نحو: زيد قام، ففى" قام" ضمير مستتر هو فاعله راجع إلى" زيد"، لأنّ" زيدا" لا يكون فاعلا، حيث هو مقدّم على الفعل، فإذا ثنّيت أو جمعت ظهر الضّمير، مثنّى، ومجموعا؛ فقلت: الزّيدان قاما، والزيّدون قاموا.
الحالة الثّالثة: أن يحذف للعلم به، وهو على ضربين:
¬__________
(¬1) - انظر: الحجة فى علل القراء القراءات السبع لأبى علّى الفارسىّ 2/ 299 والمغنى بجاشية الدّسوقى 2/ 0100، 160.
(¬2) - 186 / الأعراف.
(¬3) - وهما حمزة ولكسائىّ. انظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 1/ 485 والإقناع فى القراءات السبع 2/ 652، والحجة لأبى على الفارسى 1/ 299 والنشر 1/ 485 و 2/ 273 وإتحاف فضلاء البشر 233. وسيرد كلام على. الآية في ص 632، 646.
(¬4) - 10 / المنافقون. وقد قرأ الجمهور بجزم" أكن" عطفا على موضع" فأصدق" لإنّ موضعه - على تقدير سقوط الفاء - جزم؛ لأنّه جواب التمنّى، وجواب التّمنى إذا كان بغير فاء ولا واو مجزوم لأنه غير واجب، وانظر: الكشف عن وجوه القراءات السبع 2/ 323، وشرح أبيات مغنى اللبيب للبغدادى 6/ 294، 295، 296، والحجة لأبى على الفارسى فى الموضع السابق.

الصفحة 80