كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: 1)

الموضع الثانى من اللازم: قولهم: أمّا زيد فقائم، وقوله تعالى:
وَأَمَّا/ ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ (¬1)؛ لأنّ" أمّا" يفصّل بها ما أجمله المدّعى، قال سيبويه: تقديره مهما يكن من شيئ فزيد قائم (¬2)؛ ففيها معنى الشّرط؛ فلزمت الفاء الخبر، وسيجئ معنى" أمّا" مبيّنا فى (¬3) أبنية الحروف، فأمّا قوله تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ (¬4) فحذف الفاء، لأن المعنى: فيقال لهم: أكفرتم؟!.
وأمّا غير اللازم ففي موضعين:
الأوّل: الأسماء الموصولة، إذا كانت صلتها فعلا أو ظرفا، تقول:
الّذى يأتينى فله درهم، والّذى فى الدّار فله درهم، وفى التنزيل قوله تعالى:
وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ (¬5) وقوله: الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ (¬6)؛ وأمّا قوله تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما (¬7) الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما (¬8) فالمبرّد (¬9) يحمله على هذا الباب ويقدّره: والذّى سرق والتي سرقت، وسيبويه (¬10)
¬__________
(¬1) - 17 / فصّلت.
(¬2) - لم أقف على هذا النصّ فى كتاب سيبويه، والذى فيه 4/ 235:" وأمّا" أمّا" ففيها معنى الجزاء، كأنه يقول: عبد الله مهما يكن من أمره فمنطلق. ألا ترى أن الفاء لازمة أبدا".
(¬3) - انظر 2/ 40.
(¬4) - 106 / آل عمران.
(¬5) - 53 / النّحل.
(¬6) - 274 / البقرة.
(¬7) - 38 / المائدة.
(¬8) - 2 / النور.
(¬9) - انظر: الكامل 822. وانظر أيضا: حاشية المقتضب 3/ 225 حيث أورد للآيتين الشيخ عضيمة - رحمه الله تعالى - فى سياق نصّ لسيبويه. هذا ولم يتعرّض المبرّد للآيتين فى المقتضب. وانظر:
البحر المحيط 3/ 482 و 6/ 247.
(¬10) - انظر: الكتاب 1/ 142 - 143.

الصفحة 86