يرفعهما بالابتداء والخبر محذوف، تقديره: وممّا يتلى عليكم السّارق والسّارقة، ولم يرتكبه سيبويه (¬1)، لعدم الفعل المحض والظّرف، فحذف الخبر، كما حذف المبتدأ فى قوله:
وقائلة خولان فانكح فتاتهم … وأكرومة الحيين خلو كما هيا (¬2)
وأمّا قوله (2):
أرواح مودّع أم بكور … أنت فانظر لأىّ أمر تصير
وأنت مرفوع بفعل مضمر يفسّره الظّاهر، ورواح خبر مبتدأ محذوف تقديره: أهذا رواح؟ أو أصاحب رواح أنت؟ فيكون مبتدأ، وما تقدّم خبره، أو هو مبتدأ محذوف الخبر، أو خبر محذوف المبتدأ، أو مبتدأ، ورواح (¬3) خبره.
فإن وقعت الصّلة جملة اسميّة، أو شرطيّة، لم يجز دخول الفاء، أمّا الاسميّة؛ فلخلّوها من معنى الشرط، وأمّا الشّرطيّة؛ فلانّ الشّرط قد أخذ ما يقتضى من الجواب، فلم يبق فى الكلام معنى مجازاة يقتضى/ دخول الفاء.
¬__________
(¬1) - لم أقف على قائله. وهو من شواهد سيبويه 1/ 139 وانظر أيضا: معانى القرآن للأخفش 76، 80 والشعر لأبى على الفارسى 279. 294 وابن يعيش 1/ 100 و 8/ 95 والمغنى 165، 483 وشرح أبياته 4/ 37 والهمع 2/ 58 والخزانه 1/ 455 و 8/ 19.
(¬2) - هو عديّ بن زيد. انظر: ديوانه 84.
والبيت من شواهد سيبويه 1/ 140. وانظر أيضا: الشّعر لأبى علىّ الفارسىّ 325 والخصائص 1/ 132 وأمالى ابن الشجرى 1/ 89 والمغنى 166 وشرح أبياته 4/ 39 والهمع 2/ 59 و 5/ 146.
(¬3) - ذكر الفارسىّ ما ذكره ابن الأثير ها هنا من إعراب. انظر: ص 325 - 326 من الشّعر.