كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: مقدمة)

جني في سر الصناعة) (¬1).
بل إن من عجيب الأمر أن يكون الرأى في كتاب شيخه ابن الدّهان محالا على مصدره، فيترك ابن الأثير الإحالة، ومن أمثلة ذلك قول المؤلف: (قال الأخفش من قال: هذه حمامة للذكر، وهذه حمامة للأنثي، فينبغي له إذا أراد المذكر أن يقول: ثلاثة حمامات) (¬2).
نصّ ابن الدهان (¬3) على أن الأخفش قاله في كتابه (المسائل الكبير).

موقفه من النصوص
لم يلتزم المؤلف طريقة واحدة في نقله النصوص، بل اتبع ثلاث طرق في ذلك، وهي:
1 - النقل المطابق: وذلك بالالتزام بنصّ العالم لفظا ومعنّى، وهذا كثير جدا في الكتاب (¬4).
2 - نقل المعنى والتصرف باللفظ: إذ عمد المؤلف إلى بعض الأقوال، فنقلها بأسلوبه، ولم يلتزم فيها بنص قائلها، ولذلك أمثلة كثيرة (¬5) منها:
- قال المؤلف: (قال سيبويه: سألته - يعني الخليل - عن «عقلته بثنايين»: لم لم يهمز؟ فقال: لأنّه لا يفرد له واحد) (¬6).
ونص سيبويه في هذا: (وسألت الخليل عن قولهم: عقلته بثنايين وهنايين لم لم يهمزوا؟ فقال:
¬__________
(¬1) ص: 690.
(¬2) ص: 497.
(¬3) الغرة (2/ 150 ب).
(¬4) (ص: 639، 640، 730، 735، 762)
(¬5) (ص: 307 - 338).
(¬6) (ص: 234).

الصفحة 105