المؤلف - رحمه الله - لم ينقل من كتاب سيبويه مباشرة، وإنما تابع شيخه ابن الدهان (¬1) الذي وقع في نقله الاضطراب نفسه.
2 - التحريف الموهم:
قد يغيّر المؤلف بعض النصوص بما لا يغيّر معناها، وربما لا يلبس، لكنه قد غيّر في أحد أقوال سيبويه تغييرا حصل فيه إبهام حاول المؤلف - رحمه الله - تلافيه، قال: (قال سيبويه: ومن العرب من يقول في ناب: نويب، فيجئ بالواو؛ لأن هذه الألف يكثر إبدالها من الواوات، قال: وهو غلط منه) (¬2)
فيوهم النص - على الرغم من تقدّم كلمة: (قال) الثانية أنّ الغلط ينسب إلى سيبويه، ونص سيبويه: (وهو غلط منهم) (¬3) - أي: من العرب القائلين ذلك، والمؤلف - رحمه الله - لم ينقل النص من كتاب سيبويه مباشرة، وإنما عن طريق ابن السراج (¬4) الذي غيّر ضمير الجمع إلى ضمير المفرد، ومن هنا حدث، اللبس حتى أنّ الجوهريّ (¬5) ظنّ أن ابن السراج خطّأ سيبويه، وردّ عليه.
3 - عدم الدقة في نقل بعض الآراء:
قال المؤلف - رحمه الله -: (قال سيبويه: لولا الإطباق صارت الطاء تاء والظاء ثاء، والصاد سينا، وعدم الضاد؛ لأنّها منفردة في مخرجها) (¬6) وهذا النقل عن سيبويه فيه تغيير وتقديم وتأخير، قال سيبويه: (ولولا
¬__________
(¬1) الغرة (2/ 251 ب - 152 أ).
(¬2) (ص 333).
(¬3) الكتاب (2/ 127).
(¬4) الأصول (2/ 396) (ر).
(¬5) الصحاح (1/ 230).
(¬6) (ص: 750).