والرأى الأخير غير معروف، حتىّ أنّ أبا حيان النحويّ قال: (وهذا القول الثاني غريب جدا لم أقف عليه إلا في هذا الكتاب) (¬1) فربما كان هذا سهوا من المؤلف - رحمه الله -، حتى شيخه ابن الدهان لم ينقله.
4 - الخطأ في نسبة بعض الآراء:
قد ينسب رأيا لعالم، وهو لغيره، أو يغير في قوله ورأيه، ومن أمثلة ذلك:
قال المؤلف في الآراء في (أنت): (وقال الفراء: التاء هي الاسم، وأن عماد لها) (¬2)، وإنما قال المؤلف هذا متابعة لشيخه ابن الدهان (¬3)، ورأي الفراء أنّ أنت بكماله اسم (¬4)، أما ما ذكره المؤلف فهو رأي ابن كيسان وبعض الكوفيين (¬5).
وقال المؤلف: (ومنهم من يكسر الكاف مع الجمع إذا انكسر ما قبلها حملا على هاء (به)، كقوله:
وإن قال مولاهم على جلّ حادث … من الدّهر ردّوا فضل أحلامكم ردّوا
قال سيبويه: وهي لغة قوم من ربيعة) (¬6).
وهذه ليست لغة قوم من ربيعة، بل هي قول ناس من بكر بن وائل، كما
¬__________
(¬1) التذييل والتكميل (1/ 67 أ).
(¬2) (ص: 135).
(¬3) الغرة (2/ 5 ب).
(¬4) شرح الكافية للرضي (2/ 10)، والارتشاف (1/ 205 أ).
(¬5) شرح الكافية (2/ 10)، المساعد على تسهيل الفوائد (1/ 99)، الجنى الداني (118)، توضيح المقاصد والمسالك (1/ 136).
(¬6) (ص: 143 - 144).