كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: مقدمة)
الأيوبي بفتح بيت المقدس، سنة (583 هـ) (¬1).
وكانت الموصل تحت حكم آل زنكي، وكان أبناء الأثير من خاصتهم، فحكمها قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي من سنة (544 هـ) إلى سنة (565 هـ)، وقد قاتل قطب الدين الصليبيين مع أخيه نور الدين - حاكم حلب - وذلك
في سنة (559 هـ) في بلاد الشام، وأفنوهم قتلا وأسرا (¬2).
وفي سنة 562 هـ هاجم نور الدين وقطب الدين طرابلس، وفتكوا بعدة قلاع ومدن للصليبين، وغنموا وأسروا، (¬3) وبعد وفاة قطب الدين تولى حكم الموصل ابنه سيف الدين غازي بن قطب الدين مودود (565 - 576 هـ)، وكان سيف الدين ضعيف الرأي والتدبير، ميالا إلى اللهو والغناء، غلب على أمره الوزراء وبطانة السوء، ودخل في نزاع مع أخيه عماد الدين زنكي، صاحب سنجار (¬4) والخابور والرقة، وضعضعت دولته، بل إنه قد أساء إلى وزرائه وكبار رجال دولته، وتوفي سنة 576 هـ، فتولى بعده ابنه عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود، (576 - 589 هـ)، وكانت مملكته ضعيفة ممزقة.
وسار صلاح الدين الأيوبي إلى الموصل، فملك ما حولها، وحدث قتال بين صلاح الدين وعز الدين، وحاصر صلاح الدين الموصل، ولم يستمر فيه خوفا من إضعاف جيشه في أمر غير ذى بال، فتركها وعاد إلى الشام، وكان ذلك في سنة 581 هـ، وظل عز الدين على الموصل فقط، ولما توفي خلفه ابنه نور الدين أرسلان شاه، (589 - 607 هـ) ودخل في نزاع كبير مع عمه عماد
¬__________
(¬1) الكامل (11/ 549).
(¬2) زبدة الحلب من تاريخ حلب (2/ 319)، تاريخ الموصل (290).
(¬3) الكامل (11/ 132)، تاريخ الموصل (290).
(¬4) ترجمته في وفيات الأعيان (2/ 330).
الصفحة 14
166