كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: مقدمة)
الدين زنكي بن قطب الدين صاحب سنجار ونصّيبين، ثم مع ابنه قطب الدين (¬1) بعد وفاة أبيه، وسار نور الدين إلى نصيبين واستولى عليها، وحاصر الملك العادل (¬2) بن أيوب في ماردين، وظل الأتابكة يتحاربون حتى شارفوا على الفناء، وكان ابن الأثير الساعد الأيمن لنور الدين، وكان يشير عليه كثيرا، فعاش هذه الأحداث الأليمة، بل كان أحد مسيّريها.
وقد كانت هذه الحقبة من الزمن من الناحية العلمية والأدبية مزدهرة، فلم يتوقف البحث والتأليف بسبب الحروب والانقسامات؛ لأن الحكام كانوا يتنافسون في تقريب العلماء والشعراء والكتاب وتكريمهم، فبرز مؤرخون ونحاة وأدباء منهم: ابن الخشاب (¬3) (ت 567 هـ)، وابن الدهان سعيد بن المبارك (569 هـ)، وابن عساكر (571 هـ) (¬4)، وكمال الدين الأنباري (577 هـ) (¬5) والقاضي الفاضل (596 هـ) (¬6)، والعماد الأصبهاني (597 هـ) (¬7)، ومجد
الدين بن الأثير (606 هـ)، والشاعر فتيان الشاغوري (615 هـ) (¬8)، وأبو البقاء العكبري (616 هـ) (¬9)، وابن قدامة (620 هـ) (¬10)
¬__________
(¬1) ترجمته في وفيات الأعيان (2/ 331).
(¬2) وفيات الأعيان (5/ 74 - 79).
(¬3) وفيات الأعيان (2/ 102 - 104).
(¬4) وفيات الأعيان (2/ 309 - 311).
(¬5) وفيات الأعيان (3/ 139 - 140).
(¬6) وفيات الأعيان (3/ 158 - 163).
(¬7) وفيات الأعيان (5/ 147 - 153).
(¬8) وفيات الأعيان (4/ 24 - 26).
(¬9) وفيات الأعيان (3/ 100 - 102).
(¬10) فوات الوفيات (2/ 158 - 159).
الصفحة 15
166