كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: مقدمة)
الدين وأبناءه انتقلوا من جزيرة ابن عمر إلى الموصل سنة (565 هـ)، ولم يخالف في ذلك إلا اليونيني، فذكر في حديثه عن ضياء الدين بن الأثير أنه انتقل مع والده في رجب سنة تسع وسبعين وخمسمائة (¬1).
ويؤيد القول الأول: أن ياقوت الحمويّ ذكر أن مجد الدين سمع الحديث بالموصل من أبي الفضل الطوسي، وأبو الفضل توفي سنة (658 هـ)، وربما كان انتقالهم بعد وفاة قطب الدين وترك أثير الدين عمله في جزيرة ابن عمر.
وبعد هذا لم يذكر ابن الأثير أن أباه تولى منصبا، وإنما ذكره في الحديث عن قوافل التجارة التى استولى عليها الصليبيون سنة (567 هـ)، فذكر أن لوالده قافلة كانت من القوافل التي استولو عليها (¬2).
وآخر مرة ذكر فيها أباه سنة (587 هـ) حينما حاصر عز الدين جزيرة ابن عمر، فإن أثير الدين كان فيها، لذا سمح عز الدين مسعود لمجد الدين بن الأثير أن يدخلها وقاله له: (إن والدك أثير الدين له مدة ما رآك، ولا شك أنه قد اشتاقك، فتدخل إليه وتسلم عليه وتسأله الدعاء) (¬3).
وسيأتى (¬4) أن نور الدين الذي تولى حكم الموصل سنة 589 هـ عرض على مجد الدين بن الأثير الوزارة غير مرة، ورفضها، فلامه والده وأخوه.
وقد ذكر بعض الباحثين: أن أثير الدين كان حيا عند وفاة ابنه مجد الدين سنة (606 هـ) (¬5). مستدلا برسالة كتبها ضياء الدين إلى والده جوابا عن
¬__________
(¬1) ذيل مرآة الزمان (1/ 64).
(¬2) الباهر (155).
(¬3) الباهر (187).
(¬4) ص: 47.
(¬5) الدكتور: نوري القيسي وهلال ناجي: رسائل ابن الأثير (29).
الصفحة 20
166