كتاب البديع في علم العربية (اسم الجزء: مقدمة)

فستتضح له بعض جوانب الإيجاز الذي قد يصل إلى درجة الإخلال بالمعنى، والإيجاز عند المؤلف يتضح في أمرين:
الأول: الإيجاز في عرض المسائل.
والثاني: الإيجاز في نسبة الآراء.

أولا: الإيجاز في عرض المسائل:
- وقد احتوى الكتاب على مسائل مختصرة اختصارا مخلا منها: -
1 - قال - في هاء ضمير المذكر المنصوب والمجرور: (.. فإن كان قبله ساكن ففيه مذهبان:
أحدهما: كالمتحرك نحو: عنهو أخذت، وعليهي مال.
والثاني: ألا تلحقه حرفا وهو الأكثر) (¬1).
وهذا الكلام اختصره المؤلف من كلام شيخه ابن الدهان (¬2)، وكان لا بدّ من تفصيله، فإنه إن كان ما قبله ساكنا
فإما أن يكون أحد حروف اللين، مثل:
علاه، وإليه، ودعوه، فحينئذ الحذف أولى؛ لئلا يجتمع ساكنان بينهما حاجز خفي غير حصين، وهو الهاء (¬3).
وإما ألا يكون الساكن أحد حروف اللين، مثل: عنه، ودعه، ومنه، وزده، فالإثبات حينئذ أكثر، وهو مذهب سيبويه (¬4)، وجعل المبرد الحذف والإثبات سواء (¬5).
¬__________
(¬1) انظر: 151.
(¬2) الغرة (2/ 15 أ).
(¬3) الكتاب (2/ 291)، المقتضب (1/ 264)، معاني القرآن وإعرابه للزجاج (1/ 13 - 14).
(¬4) الكتاب (2/ 291)، معاني القرآن وإعرابه (1/ 12).
(¬5) المقتضب (1/ 265).

الصفحة 78