كتاب الكناش في فني النحو والصرف (اسم الجزء: 1)

والجر: مصطفين بفتحها أيضا، وأجاز الكوفيون ضمّ ما قبل الواو وكسر ما قبل الياء قياسا على المنقوص وهو ضعيف (¬1) لأنّ النصّ في قوله تعالى: وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ (¬2) وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ (¬3) على خلافه، وأيضا فإنّ فتحة ما قبل الألف في نحو: مصطفى لم يتعذّر بقاؤها، فلم يجب التغيير، فبقيت الفتحة على حالها (¬4)، وكذلك القول في جميع ما هو من هذا الباب نحو: يحيى وما أشبهه، وتحذف نون جمع المذكّر السّالم بالإضافة (¬5)، لأنّها عوض عن حركة الواحد وتنوينه، كقوله تعالى: ذلِكَ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (¬6) وأمّا ما ورد من نحو:
أرضين وسنين من كونه جمع جمع سلامة وهو غير/ مذكّر عاقل فشاذ فلا يرد نقضا، وقد ثبتت نونه في الإضافة تنبيها على أنّ ذلك ونحوه ليس من جموع السّلامة القياسيّة (¬7)، كقول الشّاعر: (¬8)
دعاني من نجد فإنّ سنينه … لعبن بنا شيبا وشيّبننا مردا

ذكر جمع المؤنّث الصحيح (¬9)
وهو ما في آخره تاء زائدة بعد ألف زائدة، كقولك: قائمات ومسلمات وقال زائدة (¬10) لئلا يتوهّم أنّ أبياتا وأصواتا ونحو ذلك منه، فإنّ التاء في نحو: الأبيات
¬__________
(¬1) انظر تفصيل ذلك في الكتاب، 3/ 394 وهمع الهوامع، 1/ 46 وشرح الأشموني، 4/ 114.
(¬2) من الآية، 139 من سورة آل عمران.
(¬3) من الآية 47 من سورة ص.
(¬4) شرح الوافية، 319.
(¬5) الكافية، 411.
(¬6) من الآية 196 من سورة البقرة.
(¬7) واختلف في اطراد هذا والصحيح أنه لا يطرد وأنه مقصور على السماع. شرح ابن عقيل، 1/ 65.
(¬8) البيت للصمّة بن عبد الله القشيري. ورد منصوبا له في شرح الشواهد، 1/ 86 وشرح التصريح، 1/ 77 ومن غير نسبة في أمالي ابن الشجري، 2/ 53 وشرح الكافية، 2/ 185 ولسان العرب، سني، وشرح ابن عقيل، 1/ 65 وشرح الأشموني، 1/ 86.
(¬9) في الكافية، 411؛ المؤنث ما لحق آخره ألف وتاء.
(¬10) مراده ما ذكره ابن الحاجب في شرح الوافية، 320 إذ قال «والجمع المؤنث الصحيح ما في آخره تاء زائدة بعد ألف».

الصفحة 317