كتاب الكناش في فني النحو والصرف (اسم الجزء: 1)

فيبقى المفعول منصوبا نحو: أعجبني دقّ القصّار الثوب (¬1)، وقد يضاف إلى المفعول فيبقى الفاعل أكثر.
واعلم أن عمله منونا أولى، لأنّه حينئذ أكثر مشابهة للفعل لكونه نكرة حينئذ، كالفعل ثم عمله مضافا أولى، وإعماله/ باللّام قليل (¬2) (¬3) وإن كان المصدر مفعولا مطلقا، فإمّا أن يكون مما التزم فيه حذف الفعل وصار المصدر بدلا عنه نحو: سقيا، أو لم يكن كذلك. فإن كان نحو: سقيا، ففيه وجهان: أحدهما: أن يكون الفعل عاملا، والثاني: أن يكون المصدر عاملا من حيث إنّه نائب عن الفعل فإذا قلت:
سقيا زيدا، فزيدا منصوب بسقيا من حيث قام مقام سقى الله، لا من حيث كونه مصدرا، وإن لم يكن المصدر بدلا من الفعل، بل كان الفعل مذكورا نحو: ضرب ضربا زيدا أو محذوفا غير لازم نحو قولك لمن رفع السّوط: ضربا زيدا، فالعمل للفعل، لأنّه مراد لفظا أو تقديرا، وليس المصدر بدلا عنه (¬4).

ذكر اسم الفاعل (¬5)
اسم الفاعل ما اشتقّ من فعل لمن قام به بمعنى الحدوث، قوله: ما اشتقّ من فعل كالجنس يدخل فيه المحدود وغيره من اسم المفعول والصفة المشبّهة وغير ذلك، وقوله: لمن قام به، يخرج به نحو اسم المفعول، وقوله: بمعنى الحدوث يخرج الصّفة المشبّهة، لأنّ وضعها أن تدلّ على معنى ثابت، ولو قصد بها الحدوث ردّت إلى صيغة اسم الفاعل (¬6) كما سيأتي في الصفة المشبّهة.

ذكر اسم الفاعل من الفعل الثلاثي المجرّد (¬7)
وهو إن كان على فعل بفتح العين فيطرد منه اسم الفاعل على صيغة فاعل،
¬__________
(¬1) شرح الوافية، 322 وشرح الأشموني، 2/ 291.
(¬2) الكتاب، 1/ 192 وشرح الكافية، 2/ 197 والهمع، 2/ 94.
(¬3) الكافية، 412.
(¬4) شرح الوافية، 323 وتسهيل الفوائد، 142 وشرح الكافية، 2/ 197 وشرح التصريح، 2/ 62.
(¬5) الكافية، 214.
(¬6) شرح الكافية، 2/ 198.
(¬7) الكافية، 214.

الصفحة 326