كتاب الكناش في فني النحو والصرف (اسم الجزء: 1)

مسبعة، ومأسدة، ومذأبة (¬1) ومحياة، للكثيرة السباع والذئاب والحيّات، ومفعأة لكثيرة الأفاعي، ومقثأة لكثيرة القثّاء، ومبطخة لكثيرة البطّيخ، وجاء مبطخة بضمّ الطاء (¬2) واعلم أنّ هذا الضرب من الأسماء الذي لزمته التاء ليس اسما لمكان الفعل (¬3) بل هو صفة للأرض التي يكثر فيها ذلك، والأرض مؤنّثة فكانت صفتها كذلك، ولم يأتوا بمثل ذلك فيما جاوز الثلاثة نحو: الثعلب والضفدع استثقالا له، لأنّهم يستغنون عن قولهم: مثعلبة مثلا بأن يقولوا: كثيرة الثّعالب (¬4)،

ذكر اسم الآلة (¬5)
والمراد بها ما يعالج به وينقل، والأولى أن يقال: هي اسم مشتقّ من فعل لما يستعان به في ذلك الفعل (¬6) ويجيء على مفعل ومفعلة ومفعال بكسر الميم كالمقصّ والمحلب والمكسحة، والمصفاة والمقراض والمفتاح (¬7) كأنهم أرادوا الفرق بين اسم الآلة وبين ما يكون مصدرا ومكانا، فالمقصّ بكسر الميم ما يقصّ به، والمقصّ بالفتح المصدر والمكان (¬8)، ومن ذلك منجل الحصاد، ومسلّة للإبرة العظيمة، ومطرقة ومخدّة ومصباح، وقيل (¬9). إن مفعل مقصور عن مفعال، والمراد بذلك أنّ كلّ ما جاز فيه مفعل جاز فيه مفعال أيضا نحو: مقرض ومقراض ومضرب ومضراب ومفتح ومفتاح، وزيدت الألف للمبالغة قال الشاعر: (¬10)
¬__________
(¬1) الكتاب، 4/ 94.
(¬2) اللسان، بطخ وانظر المنتخب، 2/ 531.
(¬3) بعدها مشطوب عليه «أي ليس اسما للموضع الذي فيه».
(¬4) الكتاب، 4/ 94 وشرح المفصل، 6/ 109 وشرح الشافية، 1/ 188.
(¬5) المفصل، 239 - 240 اسم الآلة هو اسم ما يعالج به وينقل ويجئ على مفعل ومفعلة ومفعال كالمقصّ والمحلب والمكسحة والمقراض والمفتاح.
(¬6) قول المصنف فالأولى ... هو تفضيل حد ابن الحاجب على حد الزمخشري، قال ابن الحاجب في الإيضاح الورقة، 297 ظ: اسم الآلة هو كلّ اسم اشتقّ من فعل لما يستعان به في ذلك الفعل، وانظر إيضاح المفصل المطبوع، 1/ 668.
(¬7) الكتاب، 4/ 94.
(¬8) الكتاب، 4/ 94 وشرح المفصل، 6/ 111 وشرح الشافية، 1/ 186.
(¬9) زاعم ذلك هو الفارسي. المخصص، 14/ 199.
(¬10) لم أهتد إلى قائله. ورد في لسان العرب، رأى وكحل.

الصفحة 354