كتاب الكناش في فني النحو والصرف (اسم الجزء: 1)

فارقة بين الجنس وواحده نحو: تمرة وتمر، فكذلك ياء النسبة فارقة بين الواحد والجنس كمجوسيّ ومجوس وروميّ وروم، ويجب أن تحذف من المنسوب إليه تاء التأنيث (¬1) نحو: فاطميّ، وإنّما حذفت لئلا يجمع بين زيادتين متنافيتين؛ لأنّ التاء تشعر بعدم الوصف وياء النسب تشعر بالوصف (¬2) وإذا نسب إلى مثنّى أو إلى جمع سواء كان جمعا سالما أو مكسّرا، وجب أن تحذف من ذلك علامة التثنية والجمع، وتردّ المنسوب إليه إلى واحده ثم تنسب إليه (¬3) فتقول في النسبة إلى زيدان وزيدين:
زيديّ، وإلى مسلمين أو مسلمين: مسلميّ، وإلى مسلمات: مسلميّ، وإلى فرائض:
فرضيّ بفتح الراء، وإلى رجال: رجليّ، لحصول الغرض بذلك لأنّ الغرض النسبة إلى مسمّى ذلك اللفظ، واغتفر اللّبس في ذلك (¬4) وأما إذا كان الجمع المكسّر علما نحو: كلاب ومدائن فتقول: كلابيّ ومدائنيّ (¬5) وأما إذا كان المثنّى علما نحو:
أبانين (¬6) أو الجمع السالم علما نحو: قنّسرين (¬7) فالنسبة إليهما مترتّبة على إعرابهما فمن أعربهما بالحركة وهم الأكثر نسب إليهما من غير ردّهما إلى الواحد فيقول: هذا أبانينيّ ورأيت أبانينيا ومررت بأبانينيّ، وهذا قنّسريني ورأيت قنّسرينيا ومررت بقنّسرينيّ، ومن أعربهما علمين بالحرف حذف علامة التثنية والجمع في النسبة (¬8) فيقول: هذا أبانيّ وقنّسريّ، على أنّ إعرابهما بالحرف كما كان قبل العلميّة، وقس على ذلك، وأمّا جمع المؤنّث السالم نحو: أذرعات (¬9) فيقول على الأكثر: أذرعاتيّ، وعلى القول الآخر: أذرعيّ (¬10).
¬__________
(¬1) المفصل، 207.
(¬2) شرح المفصل، 5/ 144 وهمع الهوامع، 2/ 192.
(¬3) الكتاب، 3/ 372 والمقتضب، 3/ 160.
(¬4) شرح المفصل، 5/ 144 وشرح الشافية، 2/ 7 - 9.
(¬5) الكتاب، 3/ 379.
(¬6) اسم موضع قال الأصمعي: وادي الرّمة يمر بين أبانين وهما جبلان يقال لأحدهما أبان الأبيض وهو لبني فزارة ... وأبان الأسود لبني أسد. معجم البلدان، 1/ 72.
(¬7) مدينة قريبة من حمص. معجم البلدان 4/ 403.
(¬8) الكتاب، 3/ 372 وشرح المفصل، 5/ 145 وإيضاح المفصل، 1/ 588 وشرح الشافية، 2/ 13.
(¬9) بلد بأطراف الشام يجاور أرض البلقاء وعمان، معجم البلدان، 1/ 130.
(¬10) الكتاب، 3/ 373 همع الهوامع، 2/ 192 وشرح الأشموني، 4/ 183.

الصفحة 365