كتاب الكناش في فني النحو والصرف (اسم الجزء: 1)

ومنها: أن يكون مصدرا لافعنليت نحو: الاحبنطاء (¬1) لأنّه من احبنطيت احبنطاء مثل احرنجمت احرنجاما.
ومنها: أن يكون مصدرا مضموم الأول، ويكون للصوت نحو: العواء والبغاء (¬2) والرّغاء لأنّ نظيرها من الصحيح الصّراخ والنّباح/ والصّياح، وأما البكاء فيمدّ ويقصر، فمن مدّ ذهب به مذهب الأصوات، ومن قصر ذهب به مذهب الحزن (¬3).
ومنها: أن يكون مصدرا للعلاج فإنه أجري مجرى الصوت نحو: النّزاء وهو الوثوب، لأن نظيره القماص وهو جمز البعير (¬4).
ومنها: الواحد الذي يجمع على أفعلة (¬5) نحو: قباء وكساء لجمعهما على أقبية وأكسية، لأن أفعلة واحدها، إمّا فعال بفتح الفاء أو فعال بكسرها أو فعال بضمها، كقذال وأقذلة (¬6)، وحمار وأحمرة، وغراب وأغربة، وأمّا مجيء ندى مقصورا فشاذ (¬7) لأنّه مثل قباء مفردا وجمعا، لأنّه يجمع على أندية، فكان قياسه المدّ (¬8).
ومنها: الجمع الذي واحده على وزن فعل بضم الفاء وسكون العين مثل عضو وأعضاء لأنه مثل: قفل وأقفال.
ومنها: الجمع الذي واحده على وزن فعل بكسر الفاء وسكون العين كشلو
¬__________
(¬1) الكتاب، 3/ 540.
(¬2) غير واضحة في الأصل، ولعلها «البغاء» ففي المقصور والممدود لابن ولاد 18 «بغاء الخير ممدود يقال خرج فلان في بغاء حاجته» وفي اللسان، بغا ما نصه: جعلوا البغاء على زنة الأدواء كالعطاس والزكام تشبيها لشغل قلب المطالب بالدواء» ورسمها في المخطوط لا يحتمل الثّغاء. وهي التي جرى ذكرها في كتب اللغة والنحو ...
(¬3) قال الخليل الذين قصروه جعلوه كالحزن، الكتاب، 3/ 540 وفي الجمهرة «بكى» وقال قوم من أهل اللغة بل هما لغتان فصيحتان».
(¬4) الكتاب، 3/ 54 والمخصص، 16/ 36، واللسان، نزا وقمص.
(¬5) الكتاب، 3/ 54 - 541 والمقتضب، 3/ 85.
(¬6) القذال: جماع مؤخّر الرأس والجمع أقذلة وقذل بضمتين المصباح المنير، قذل.
(¬7) الكتاب، 1/ 541 والمقتضب، 3/ 81 وانظر تفصيل الآراء حوله في المقصور والممدود لابن ولاد 134
(¬8) المقصور والممدود لابن ولاد 134 والمقرب لابن عصفور، 2/ 140.

الصفحة 378