كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 1)
بالسبَّابتين، وخالف بإبْهامَيْه إلى ظاهر أذُنَيْه، فمَسَح باطنهما وظاهرهما".
وروى (¬1) نحوه عن ابن نُمير، عن عُبيد الله العمري، عن نافع، عن ابن عمر -من فعله-.
وعن غندر، عن شعبة، عن الهيثم، عن حمَّاد، عن سعيد بن جُبَيْر، وإبراهيم: أنَّهما قالا في الأذنين: "امْسَحْ ظاهرهما وباطنهما" (¬2).
وقال (¬3): ثنا زيدُ بنُ الحُباب: ثنا داود بن أبي الفرات، عن محمد بن زيد، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد: "أن عُمَر بن الخطاب توضَّأ، فأدْخل أُصْبُعَيْه في باطن أُذنَيه، وظاهرهما [فمسحهما] " (¬4).
وقد اختلف العلماء في الأذُنين: هل مسحهما بماء جديد أو لا؟
• فذهب مالك (¬5)، والشافعي (¬6): إلى أنَّهما يُمْسحان بماءٍ جديد، وهو أحد الروايتين عن أحمد (¬7)، قالوا: لأنَّ ابنَ عمر كان يفعلُ ذلك.
• وذَهَب أبو حنيفة (¬8) وآخرون: إلى أنَّه يمسحهما بما فضَلَ من الماء الذي مَسَح به رأسه، ولا يحتاج إلى تجديد ماء فإنّ [الذين وصفوا] (¬9) وضوءَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - لم يذكر
¬__________
(¬1) في "مصنفه" (1/ 18).
(¬2) المصدر السابق.
(¬3) ابن أبي شيبة أيضًا في "مصنفه" المصدر السابق.
(¬4) زيادة من "المصنف".
(¬5) انظر "المدونة" (1/ 16).
(¬6) انظر "الأم" (1/ 26) و "المجموع" (1/ 410 - 413) و "روضة الطالبين" (1/ 61).
(¬7) انظر "المغني" (1/ 87 - 88) ط دار الكتاب العربي.
(¬8) انظر "المبسوط" للسرخسي (1/ 7) و "شرح فتح القدير" لابن الهمام (1/ 24 - 25).
(¬9) يقتضيها السياق كذا وفي ت "فإن الذي وصفوا" وفي س "فإن الذي وصف" ولحاق الكلام يقتضي ما أثبتناه لأن قوله "لم يذكر أحد منهم" يقتضي السياق المثبت.