كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 1)

وعن أبي عون: أن ابن سيرين كان يغسل أذنيه مع وجهه، ويمسحهما مع رأسه.
وعن حصين، عن إبراهيم؛ قال: سألته عن مسح الأذنين مع الرأس، أو مع الوجه؟ قال: مع كلٍّ.
وعن سعيد بن جبير؛ قال: "الأذنان من الرأس" (¬1).
وهل مسحهما سنة أو واجب؟
عن مالك روايتان: فوجه الوجوب: أنهما مع الرأس، فواجب مسحهما، لدخولهما في عموم قوله تعالى: {وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ}.
وذكر بعض أصحاب مالك: أن الخلاف في ذلك إنما هو في ظاهرهما، وأما باطنهما فلا خلاف أنه سنة.
وقد ذُكر عن الإمام أحمد في مسحهما الوجوب، حكاه أصحابنا (¬2)، لكن فيما حكيناه عن أبي عمر أنه قال (¬3): "إن تركهما عمدًا أحببت أن يعيد"، ما يقتضي عدم الوجوب.
* * *
¬__________
(¬1) هذه الآثار التي تقدم ذكرها تجدها في "مصنف" ابن أبي شيبة (1/ 17 - 18).
(¬2) وانظر "المغني" (1/ 119).
(¬3) لم يقل أبو عمر ذلك وإنما حكاه الإمام أحمد رحمه الله.

الصفحة 369