كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 1)

قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - توضأ مرة، في رواية عدي بن الفضل، عن أبي جعفر الخطمي، عن عمارة بن خزيمة، قال أبو محمد: عدي بن الفضل متروك الحديث.
وقوله: حديث ابن عباس أحسنُ شيء في هذا الباب (¬1)؛ ظاهر لما ذكرنا من صحته، ومن أن البخاري أخرجه،
وقال البزار (¬2): بعد أن خرَّج حديث ابن عباس، من حديث عبد العزيز بن محمد، عن زيد بن أسلم، ومن حديث سفيان عن زيد كما أخرجناه: وهذا الحديث رواه عن زيد بن أسلم سفيان الثوري، ومحمد بن عجلان، وهشام بن سعد، وداود بن قيس، وحفص بن ميسرة، والدراوردي، وورقاء بن عمر، وغيرهم كما ذكرناه.
وخالفهم: الضحاك بن شرحبيل فرواه عن زيد بن أسلم، عن عمر، وأغفل (¬3) في إسناده قصد الصواب، ثم أخرج عن أبي كريب: ثنا رشدين، عن الضحاك، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، الحديث.
قال البزار: وقد تابع رشدين عبد الله بن لهيعة على مثل هذه الرواية عن الضحاك، وخالفا من سمينا من الثقات، وما أُتي هذا إلا من الضحاك.
وقد ذكره ابن الجارود (¬4) وزاد معمرًا فيمن رواه عن زيد كرواية سفيان والدراوردي وغيرهما.
وأما حديث جابر: فسيأتي تعليله في موضعه.
¬__________
(¬1) وقد سبق.
(¬2) ولم أقف عليه في كشف الأستار ولا في مجمع الزوائد وهذا التعليل للحديث من البزار ذكره ابن كثير في جامع السانيد (رقم 1066) بعد أن ذكر طرق الحديث فقال: ثم أخذ البزار يعلل حديث هشام بن سعد وما بعده بما ليس بمؤثر ولا مغير والله أعلم.
(¬3) في س: أنه غفل.
(¬4) المنتقى (1/ 70) رقم 69 غوث المكدود.

الصفحة 399