كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 1)
حسن، كما تقدم غير مرة، وإن كان ذلك يفيد التحسين فلم يقتصر على هذا اللفظ.
بل قال: أحسن شيء في هذا الباب وأصح، فإن كان استفاد التحسين من قوله: أحسن، فليستفد التصحيح من قوله: وأصح، ولا فرق بل قد صححه الترمذي بعد هذا، في باب: وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - كيف كان.
وأما الكلام في أبي حية:
فقد وثقه أبو حاتم ابن حبان (¬1)، وليس في الجهالة التي حكاها عن ابن الفرضي (¬2)، ولا في قول الإمام أحمد عنه: شيخ (¬3)، ما يعارض التوثيق المذكور.
وأما قوله: إنه لم يرو عنه غير أبي إسحاق، فقد قال أبو أحمد الحاكم (¬4): ثنا عمر بن أحمد بن علي الجوهري: ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة: ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون: ثنا عمرو بن ثابت، عن المنهال بن عمرو وأبي إسحاق، عن أبي حية؛ قال: رأيت عليًّا دخل الرحبة، وذكر حديث الوضوء بطوله، فهذا المنهال بن عمرو راوٍ ثان عن أبي حية، لكنه قال -في ترجمته-: إن كان ذلك محفوظًا، ثم ساقه بهذا السند.
وسئل أبو زرعة عن حديث المنهال بن عمرو؛ قال: حدثنا زر بن حبيش: جاء رجل إلى علي، فسأله عن وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال: إنما يروى عن المنهال بن عمرو، عن أبي حية، عن علي وهو الأشبه (¬5).
¬__________
(¬1) الثقات (5/ 180).
(¬2) تهذيب التهذيب (4/ 515).
(¬3) العلل ومعرفة الرجال (2/ 483 رقم 3172).
(¬4) الأسامي والكنى (4/ 228) رقم 1902.
(¬5) العلل لابن أبي حاتم (1/ 21) رقم 28 والمجيب أبو حاتم.