كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(إذا عرضت بالرملِ أوماء عوهجٌ ... لنا قلت هذا عينُ ميّ وجيدُها)
ومن التمثيل القليل النظير قول ابن المعتز:
(ويجرحُ أحشائي بعينٍ مريضة ... كما لان متنُ السيف والحدُّ قاطعُ)
ومن أحسن ما قيل في النظر قول ابن الرومي:
(نظرتْ فأفصدتِ الفؤادَ بسهمها ... ثمَّ انثنتْ عنه فكادَ يهيمُ)
(ويلاهُ إنْ نظرت وإن هي أعرضتْ ... وقعَ السهامِ ونزعهنَ أليم)
ومن البديع النادر الغريب في ذلك قول بعضهم:
(جعل الفتور بعينه كحلا ... فحفوته وحسن بها المسرة؟)
وقول الآخر:
(ينظرنَ من خلل السجوفِ كأنما ... يمطرنَ أشحاءَ الكريم نبالا)
ومن أظرف ما سمعناه في هذا المعنى قول محمد بن أبي الموج:
(للهِ ما صنعتْ بنا ... تلك المحاجرُ في المعاجرِ)
(أمضى وأنفذُ في القلوب ... من الخناجرُ في الحناجرِ)
وقلت:
(فأرعى تحتَ حاشيةِ الدَّياجي ... شقائقَ وجنةٍ سقيتْ مُداما)
(إذا اكرتْ لواحظُ مقلتيه ... حسبتَ قلوبنا مطرتْ سهاما)
(وإن مالتْ بعطفيه شمولٌ ... سقانا من شمائلهِ سقاما)

الصفحة 236