كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(نأتكَ أمامة إلا سؤالا ... وإلا خيالاً يوافي خيالا)
(خيالي يخيل لي نيلها ... ولو قدرتْ لم تخيل نوالا)
وهذا من معاني القدماء غريب وهو أبلغ ما قيل في بجل المعشوق، ومن هاتين القطعتين أخذ المحدثون أكثر معانيهم في الخيال، ومن البارع الفصيح في هذا المعنى قول البعيث:
(أزارتك ليلى والركابُ خواضع ... وقد بهر الليل النجومُ الطوالعُ)
(فأعطتك آيات المنى غير أنها ... كواذب إن حصلتها وخوادع)
(على حين ضمَ الليلُ من كلَ جانب ... جناحيهِ وانقضت نجومٌ ضواجع)
(وأعجلها عن زورةٍ لم أفز بها ... من الصبح حادٍ يزعج الليل ساطع)
وأحسن النميري حيث يقول:
(عجباً لطيفك أنه ... يشكو الجوى وهو الجوى)
أخذه مسلم فقال:
(طيف الخيال عهدنا منك إلمامً ... داويتَ سُقماً وقد هيّجتَ أسقاما)
ومن اللفظ الغريب قوله:
(زف الكرى طيفها فحيانى)
لا أعرف أنه سبق إلى هذا اللفظ. وقال أبو تمام:
(استزارتهُ فكرتي في المنام ... فأتاها في خفية واكتتامِ)
( ... يا لها ليلةً تزاورت الأرواحُ ... فيها سراً من الأجسامِ)
(مجلسٌ لم يكنْ لنا فيه عيبٌ ... غير أنا في دعوةِ الأحلامِ)
وهذه معان جياد إلا أنه ليس لألفاظها طلاوة. ومن غريب المعاني في هذا قول دعبل:
(سرى طيفُ ليلى حين حان هُبوبُ ... وقضيتُ شوقي حينَ كاد يؤوبُ)
(ولم أر مطروقاً يحلُ بطارقٍ ... ولا طارقاً يَقري المنى ويثيب)

الصفحة 277