كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

وهو مثل قول مسلم:
(ما مركب من ركوبِ الخيلِ يعجبني ... كمركبٍ بينَ دملوج وخلخالِ)
ومثل الأول:
(فباتَ يسري ليلهُ ولم ينم ... ولم يجاوز سيرَه قيسُ قدم)
وقال الفرزدق:
(ثم اتقتني بجهم لا سلاحَ له ... كمنخرِ الثورِ محبوساً على البقر)
(كأنَ رمانة في جوفه انفجرت ... تكادُ توقدُ ناراً ليلةَ القدرِ)
وأبلغ ما قيل في كبره قول الفرزدق:
(إذا بطحتْ فوقَ الأثافي رفعتها ... بثديينِ في نحرٍ عريضٍ وكعثبِ)
يقول إنها إذا بطحت على وجهها لم يمس الأرض منها شئ لأن نهود ثدييها وكبر ركبها مثل أثافي القدر لبدنها، وهذا أبلغ من قول بشار الذي اختاره الأصمعي. وقال الراجز في وصف الضيق:
(كأنّ حجاماً شديداً أبهره ... يدارك المصّ ولا يفتره)
ومما قيل في حب الكبار قول المجنون:
(وعهدي بليلى وهي ذاتُ موصد ... ترد علينا بالعشي المراميا)
(فشبَ بنو ليلى وشبَ بنوابنها ... وأعلاقُ ليلى في الفؤادِ كما هيا)
ابن المعتز:
(من معيني على السهر ... وعلى الهمَ والفكر)
(وابلائي من شادنٍ ... كبر الحبّ إذ كبر)
ومن البديع قول ابن الأحنف:
(لعمري لقد كذبَ الزاعمونَ ... بأنَ القلوبَ تحاذي القلوبا)
(ولو كان حقاً كما يزعمونَ ... لما كانَ يشكو محبٌ حبيبا)
ومما يلحق بالفصل الأول ما أخبرنا به أبو أحمد عن الصولي عن البلعي عن أبي حاتم قال سمعت الأصمعي يقول سمعت الرشيد يقول قلب العاشق عليه مع معشوقه نلت له هذا يا أمير المؤمنين أحسن من قول عروة بن حزام العذري في آخر

الصفحة 281