كتاب ديوان المعاني (اسم الجزء: 1)

(ناراً يساورُ جسمهُ من حرِّها ... لهبٌ كما عصفرتَ شقِّ إزارِ)
(طارتْ لها شرر يهدمُ لفحها ... أركانهُ هدماً بغير منارِ)
( ... ففصلنَ منه كلَ مجمع مفصل ... وفعلنَ فاقرةً بكلَ فقار)
(رمقوه أعالي جذعهِ فكأنما ... رمقوا هلالَ عشيَّةِ الإفطارِ)
(كرّوا وراحوا في مُتونِ ضوامرٍ ... قيدتْ لهمْ من مربطِ النجار)
(لا ينزلون ومنْ رآهمْ خالهم ... أبداً على سفرٍ من الأسفارِ)
فقال المعتصم أحسن ما شاء قد أمرت له بعشرة آلاف درهم ولهذا الذي حفظها بنصفها، قال فتعجبنا من فطنة المعتصم ومن رزق هؤلاء على غير طلب ولا أمل قال فلم يبق في العسكر أحد إلا حفظ قصيدة أبي تمام. وقلت:
(أوقدتُ بعدَ الهدوِّ نارا ... لها على الطارقينَ عينُ)
(شرارها إنْ علا نضارٌ ... لكنهُ إن هوى لجين)
(دعتهمُ فانثنى إليها ... محبهم قرة رأين؟)
(إلى كريم الفعالِ سمح ... عطاؤه للكريم زين)
(بقضي ديونَ العلا ببذلٍ إذ ليسَ يقضى لهنَ دينُ)
وقال ابن المعتز:
(وقد تعلى شررُ الكانون ... كأنه نثارُ ياسمين)
وقلت:
(نار تلعب بالشقوقِ كأنها ... حُللٌ مشققةٌ على حبسانِ)
(ردتَ عليها الريحُ فضلَ دخانها ... فأتَتْ بهِ سيحاً على عصان)
(فالجوُّ يضحك في ابيضاض شِرائر ... منه ويعبسُ في اسوداد دخان)
وقال أبو فضلة:
(اشربْ على النار في الكوانين ... إذ ذهبتْ دولةُ الرياحين)

الصفحة 288